هذا الطفل الصغير وبكل براءة الطفولة كان مسروراً حين أخبرتهم معلمة القسم الخامس الابتدائي أنهم سيحضرون مجلس الجهة ليطلعوا عن قرب على طريقة تسيير الشأن العام بفرنسا بلد الديمقراطية. كانت فرحته أكبر حين علم أن والدته ستكون ضمن مرافقيهم في هذه الخرجة.
ولكن هذه الفرحة سرعان ما ستنقلب إلى كابوس مزعج حين يرى ويسمع ذئاباً آدمية تنهش عرض أمه وتصفها بأقذع الأوصاف بل وتهددها بالطرد من البلد بعد أن نعثتها بالخاضعة الخانعة.. لم يملك الطفل الصغير إلّا دموعه ليدافع بها عن أمه ويرتمي في أحضانها يحميها وتحميه. فيما كلاب اليمين المتطرف تمعن في السب والشتم دون مراعاة لعاطفة الأمومة ولا لبراءة الطفولة…
والأم المسكينة التي لم يكن لها من ذنب إلاّ قطعة قماش على رأسها، كادت تنهار لولا أنها رأت دعما وتعاطفاً من أغلب من في القاعة وعلمت ان الشر والخير في صراع والشر لابد يوما سينهزم.
التعليقات مغلقة.