أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

في الحاجة إلى تصحيح مفاهيم الوقف والتطوع!

لحسن اوتسلمت/ كلميم

في كل سنة تنتشر ظاهرة غريبة في العطل الصيفية وبفعل توافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، وتوجه عدد من المواطنين إلى مدنهم وقراهم الأصلية ، هذه الظاهرة هي جمع الأموال قصد بناء مساجد عن طريق تأسيس جمعيات لهذا الغرض ، – لست أحرض هنا ضد هذه الغايات النبيلة – ، لكن اتساءل لماذا يتم الاقتصار على هدف وحيد يتمثل في بناء مسجد في الحي او القرية ، دون غيره من الأهداف الأخرى كبناء مدرسة أو مستوصف ؟ لماذا تنجح فكرة جمع الأموال لفائدة بناء مسجد في حين تفشل محاولات مماثلة يكون قصدها تشييد بنيات تحتية لفائدة ساكنة الحي أو القرية ؟
نحن في حاجة ماسة اليوم إلى إعادة تصحيح مفاهيم التطوع والوقف ، فلنقرأ التجارب المشرقة للتطوع والوقف من خلال تاريخ الوقف لدى المسلمين في التاريخ الوسيط والحديث ، فضلا عن ذلك لا ينبغي أن نغفل عن تجربة التطوع كما شهدتها الدول الغربية خصوصا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية . نجد في تاريخ الوقف الإسلامي نماذج مشرقة وملهمة يمكن استحضارها لتصحيح ثقافة التطوع المتكلسة لدينا اليوم ، لقد ساهم تجار وأغنياء أنذاك في بناء قناطر ومدارس وبرمانستانات ” المستشفيات اليوم” ، بل وأحدثوا نوعا غريبا من الوقف ” وقف طائر اللقلاق بالمدن البحرية نموذجا ” .الأمر ذاته حصل في الدول الغربية خصوصا بعد الحربين الكونيتين المدمرتين ، لقد ساهم المتطوعون أفرادا أو عبر مؤسسات المجتمع المدني في بناء الجسور والقناطر والطرق والبنيات التحتية المختلفة لإصلاح ما أفسدته الحرب وإعادة بناء الأوطان .
ما نشاهده اليوم للآسف بوطننا الحبيب مساجد وجوامع كالقصور ومستشفيات كالقبور ومدارس كالجحور. ثمّ يتساءلون عن أسباب المرض والموت والتخلّف.
#لنساهم جميعا في تصحيح مفاهيم التطوع ، مسؤوليتنا جميعا .

التعليقات مغلقة.