يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة هذا العام، والصحافة والصحافي العربي هو الاكثر عرضة للانتهاك والمضايقات والمطاردة والاعتداء والاعتقال والإخفاء القسري.
يأتي اليوم العالمي للصحافة، وحرية الصحافة يقابلها سطوة الأنظمة الحاكمة وعداء القوى المعارضة ضد الحقيقة التي لا يريدونها، وكلمة الحق التي تهز أركان عروشهم وكراسي سلطتهم وتقاسم نفوذهم على حساب الشعوب ومستقبل الأمة.
الصحافي العربي تعاديه كل القوي السياسية، حاكمة ومعارضه، لأنه لا يتبع سوى الحقيقة ونشرها مهما كانت العواقب.
وما عانيته أنا شخصياً كصحافي يمني من ظلم واعتقال دام عاما كاملا تم فيه ظلمي والاعتداء علي، وكذا مصادرة حقوقي كمواطن قبل أن أكون صحافيا.
ولأن غريمي من أهل النفوذ في سلطة الأمر الواقع في صنعاء، لم أسلم من المضايقات والمطاردة بعد خروجي من المعتقل، لأترك مدينتي وبيتي وزوجتي وأطفالي، وأحط رحالي في مدينة أخرى، غريب في وطني، لا بيت ولا أهل ولا وظيفة، في ظل طهوش الصراع الذين يبتلعون ثروات البلد لأنفسهم وذويهم، محققين أعلى مستويات الرفاهية والعقارات والأرصدة في البنوك داخل وخارج الوطن.
بينما صحافي يحب وطنه، ويقول وينشر الحقيقة، ويكتب بضمير وطنه، تصادر وظيفته وأرضه ويزج به بالسجن لمدة عام، ومن ثم يخرج فيتم مضايقته ومطاردته.
كل ذلك لأنه مستقل لا يتبع لأي طرف من أطراف الصراع؛ ولأنه مؤمن بدور الكلمة ورسالة الإعلام في مناهضة الظلم، ومكافحة وكشف الفساد والمفسدين، يقف في صف المظلومين والمستضعفين من أبناء بلده.
في حين نجد المنظمات العالمية التي تدعي حماية ومناصرة الصحافيين غائب دورها تماماً، اتجاه الصحافيين المستقلين مثلي،ولا تلتفت إلا لصحافيين محسوبين على القوى السياسية الحاكمة، أو المعارضة، وكلاهما يشبه بعض.
وتتضاعف معاناة الصحافيين الشرفاء الوطنيين في “اليمن” والوطن العربي في ظل الكم الهائل من الصحافيين ووسائل الإعلام مدفوعة الأجر، والتي تمارس النفاق والتطبيل والتبعية المفرطة لمن يدفع أكثر، وهذا مايؤكد بأن اول من قام بانتهاك شرف الكلمة والمهنة الصحافية هم الصحافييون أنفسهم قبل غيرهم.
يتجلى ذلك من خلال تجنيد أنفسهم وأقلامهم ومواقعهم وصحفهم وقنواتهم، إما لحاكم مستبد فاسد، أو معارض فاشي فاشل منتقم، بعيداً عن الكتابة والنشر الوطني الصادق الهادف لخدمة الوطن والمواطن والدفاع عن حقوق الشعب، وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية.
في اليوم العالمي للصحافة لا نجد ما نقوله سوى (مهما كان تفشي وانتشار الكلمة الكاذبة المبنية علي الرياء والنفاق والتطبيل والتبرير للظلم والاستبداد وسياسة الفساد والافقار فأن دور الكلمة الصادقة سينتصر مهما أوصدت الأبواب في طريقها والأيام شواهد).
التعليقات مغلقة.