الشباب المغربي: قاطرة التغيير أم رياح التطرف؟
بقلم الأستاذ محمد عيدني
في خضم التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المغرب، يبرز سؤال محوري عن دور الشباب في بناء المستقبل. فبينما يسعى هذا الجيل، الذي نشأ في ظل العولمة وتكنولوجيا المعلومات، للتعبير عن تطلعاته وآماله، تتزايد التحديات التي تحيط به. وفي مقدمتها، ظاهرة التطرف، التي تهدد السلم الاجتماعي وأمن المجتمعات.
الشباب المغربي: قوة محركة
يُعتبر الشباب المغربي عنصرًا حيويًا في النسيج الاجتماعي والسياسي. فمع وجود نسبة كبيرة من السكان تحت سن الثلاثين، يمتلك هذا الجيل القدرة على التأثير في مسارات التنمية. إن قوة الشباب تكمن في طاقاتهم الإبداعية ورغبتهم الصادقة في تحقيق التغيير. ومع ذلك، فإن هذا الحماس قد يتحول أحيانًا إلى شعور بالإحباط نتيجة الافتقار للفرص.
ظاهرة التطرف: الأسباب والدوافع
أحد المخاوف الرئيسية التي تثير قلق المجتمع هو ظهور تيارات التطرف في صفوف الشباب. فما هي الأسباب والدوافع وراء هذا التحول؟
البطالة واليأس: تساهم معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب في تعزيز مشاعر الإحباط، مما يفتح المجال أمام الأفكار المتطرفة التي تعد بالعلاج السريع للمشكلات الاجتماعية.
نقص التعليم: يواجه العديد من الشباب تحديات في الحصول على تعليم جيد، مما يؤثر على قدرتهم على التفكير النقدي ويجعلهم عرضة لتقبل الأفكار المتطرفة.
الوعي السياسي المحدود: يشكل ضعف الوعي السياسي والاجتماعي لدى الشباب عائقًا أمام فهمهم للقضايا المجتمعية، مما يسهل استقطابهم إلى تيارات غير صحيحة.
دور الحركات الشبابية
ترى الحركات الطلابية والشبابية في المغرب أن لديهم القدرة على التصدي لهذه الظواهر. إذ يسعى هؤلاء الشباب إلى اتخاذ مواقف إيجابية من أجل التغيير، سيما من خلال المبادرات التطوعية والأنشطة الثقافية والفنية التي تعزز من قيم التسامح والقبول.
الحاجة إلى استراتيجيات شاملة
لمواجهة تحديات التطرف، يتعين على الحكومة والمجتمع المدني العمل سويًا على وضع استراتيجيات شاملة تستهدف الشباب. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات برامج تعليمية مبتكرة توفر المهارات اللازمة لسوق العمل، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية.
بذلك، يمتلك الشباب المغربي طاقة هائلة وإمكانات غير محدودة. إذا تم توجيه هذه الطاقة نحو البناء والتغيير الإيجابي، فإن المغرب يمكن أن يتحول إلى نموذج يُحتذى به في العالم العربي.
التعليقات مغلقة.