أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

في سبيل أنسنة المؤسسة السجنية وترسيخ الفعل الثقافي الإنساني والحقوقي

احتفالا باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف  وباليوم الوطني للقراءة  لسنة 2019، تنظم وزارة الثقافة والاتصال -قطاع الثقافة، بتنسيق مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أنشطة ثقافية لفائدة نزلاء الأحياء الخاصة بالأحداث بالمؤسسات السجنية ومراكز الإصلاح والتهذيب، تحت شعار “الكتاب آلية لإعادة الإدماج”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 أبريل إلى غاية 10 ماي 2019.

ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية ، حسب بلاغ للوزارة  ، تنزيلا لإستراتيجية قطاع الثقافة التي تروم تقريب الكتاب من كافة الفئات المجتمعية، لاسيما فئة السجناء، قصد ترسيخ عادة القراءة وتنمية الخيال الإبداعي والأدبي والفني لدى هذه الشريحة من المواطنين، باعتبار الكتاب آلية من آليات إعادة الإدماج والتأهيل.

ولهذه الغاية تم تسطير برنامج متنوع يهم كافة المناحي الثقافية، تتخلله على الخصوص ورشات “مختبر القراءة” وورشات في تنمية القدرات الذاتية وأخرى في فنون المسرح والرسم والحكاية، وذلك لفائدة مجموعة من المؤسسات السجنية ومراكز الإصلاح والتهذيب ببلادنا ، وبالتالي فإنه من شأن تنظيم لقاءات من هذا النوع مع السجناء أن “ترقى بسلوك الفرد وتحصّنه فكريا وتملّكه الذكاء العاطفي والاجتماعي، كما تتيح للسجين امتلاك مرجعية ثقافية تساعده على الانفتاح في إطار الاختلاف الذي يحترم الرأي الآخر ويكرس العيش داخل الجماعة في سلم وأمان.

وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أطلقت في تجربة هي الأولى من نوعها بالمغرب ، مبادرة المقاهي الثقافية بهدف تأهيل  إعادة اندماج السجناء في المجتمع و تمكين النزلاء من التواصل والحوار والتفاعل مع شخصيات ثقافية وفنية، كما قد تشكل مدخلا لحث السجناء على القراءة والتثقيف والكتابة، افتتحتها بالسجن المركزي بمدينة القنيطرة ، عبر لقاء ثقافي مفتوح مع الشاعر والروائي المغربي حسن نجمي، حول روايته “جيرْترود”. من جانبه، نوّه نجمي، بإطلاق المقاهي الثقافية، معتبرا أنها “مبادرة تأسيسية لفعل ثقافي إنساني حقوقي بامتياز”.

وقال في كلمته بالمناسبة، إن “المؤسسات السجنية يجب أن تنفتح على كتاب وكاتبات ومبدعين لأن الأساس هو أنسنة المؤسسة السجنية”.

ولم يفت الكاتب المغربي والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب التذكير ببعض المبدعين الذين مروا من هذه المؤسسة السجنية، كمعتقلي رأي خلال سنوات سابقة، منهم الشاعر المغربي صلاح الوديع، والكاتب عبد القادر الشاوي.

ودعا نجمي، السجناء إلى الكتابة عن تجاربهم في السجن، منبها إلى أن “المهم في الكتابة ليس الحديث عن الممارسة اليومية والتظلم والشكوى، لكن تحويل المعاناة إلى متخيل وخبرة إنسانية”.

وفي فبراير الماضي كشف تقرير حكومي بلوغ عدد السجناء في المغرب أرقاما قياسية إذ تخطى للمرة الأولى رقم 80 ألف سجين وسجينة.

وتعد سجون المغرب (78 سجنا) من الأكثر اكتظاظا في العالم، إذ لا تتجاوز قدرتها الاستيعابية 40 ألف سجين، بحسب تقرير لمعهد السياسات الجنائية في العاصمة لندن صدر العام الماضي، ما حدا بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى الإعلان عن مخطط لرفع عدد السجون إلى 90 بحلول عام 2020.

التعليقات مغلقة.