د. حنان أتركين، نائبة برلمانية
سنة انقضت … وسنة تحل… سنة اقتطعت من عمرنا… وسنة تحمل آمالا جديدة لنا…
سنة مرت، عشنا فيها حربا جديدة مع المتحورات، بعضها قادم من الهند، وبعضها نشأ في جنوب افريقيا… لقاح ثان فثالث وربما رابع حسب الأخبار الرائجة حديثا…
سنة مرت، شهدنا فيها بلادنا تؤدي ضريبة تفردها في منطقتها، الغرب لا يرى فيها سوى سوق، وهي تتطلع إلى لعب دور الند في علاقاتها بالآخر…تطلب بلادنا الوضوح في علاقاتها والصدق في التعامل معها، وممارسة السياسة والاقتصاد دون تمايز…
سنة مرت، عرفت فيها بلادنا تنظيم انتخابات استثنائية في الجانبين التقني والسياسي، قادت فريقا جديدا إلى الحكومة وأغلبية مغايرة إلى المؤسسات المنتخبة محليا وجهويا ووطنيا…في تناوب جديد للأفكار والإيديولوجيا والمشاريع…
سنة مرت، على تغير منظور الولايات المتحدة الأمريكية لقضيتنا الوطنية، راهن الأعداء على تغير لون البيت الأبيض، لكن هذا التغيير زاد الموقف الأمريكي رسوخا وثقة…
ــــــــــــــــــــــــــ
نودع سنة، عرفت تجديد وفاء مغاربة الخارج لوطنهم…تحويلاتهم المالية فاقت كل التوقعات والتقديرات…عنوان آخر لوطنية صادقة…
نودع سنة، واقتصادنا يجتهد في ظل أزمة عالمية، يغير زبناؤه، ينوع شراكاته ويطور منتوجه…السيارات وتصديرها كان آخر عنوان “لصنع في المغرب”…
نودع سنة، ونموذجنا السياسي والاقتصادي، يحتل الريادة في فضاء، بعناوين اللا استقرار وضيق الأفق، وغياب البديل…يستمر بلدنا في مد جسور التعاون جنوب-جنوب…يحتضن عمقه الاستراتيجي الأفريقي ويراهن على علاقات جديدة مع شركائه التقليديين، وينفتح على ما يقدم له الأصدقاء الجدد…
نودع سنة، بلغ فيها جبن وغباء الجيران إلى قطع العلاقات مع رحمهم…استفزازات متتالية…مضايقات لا تنتهي…كل المآسي والحرائق تلصق ببلدنا…العالم كله يسخر من حمق كابرانات يقودون أمة إلى الإفلاس…
ــــــــــــــــــــــــــ
نستقبل سنة، وآمالنا عريضة في تحصين مكتسباتنا الديمقراطية وتطوير منظومتنا التربوية ودعم استقلال قضائنا وتطوير إدارتنا، والاقتراب أكثر من اليومي لمواطنينا…
نستقبل سنة، وكلنا ثقة في البرنامج الحكومي وقدرته على تقديم أجوبة لانتظارات المغاربة، فتصويتهم وثقتهم تطوق عنق المدبرين الجدد…
نستقبل سنة، وحلمنا أن يتصالح المغاربة مع السياسة ومع الاهتمام بالشأن العام، فلا ديمقراطية بمواطنة “غير مبالية” بالمؤسسات وبالنقاش العمومي…
نستقبل سنة، نتطلع فيها إلى استرجاع حياتنا العادية، بحميميتها، بدفء علاقاتها، بالتواصل لا التباعد الجسدي… بالاجتماع بالآخرين والاستماع إلى مجالستهم…
نستقبل سنة، نسأل فيها “الهداية” لمعاكسي حق المغرب في حقوقه التاريخية، المعاكسين لإرادة بناء مغرب الشعوب، بناء المغرب الكبير الذي حلم به الآباء والأبناء على السواء…
نستقبل سنة، نشارك فيها شعوب العالم، اهتماماته في عالم بدون حرب وبدون أسلحة دمار شامل، عالم أخضر منشغل بالبيئة وإشكالاتها، عالم متضامن يتيح إمكانية العيش المشترك دون كراهية ولا عنصرية ولا تطرف، يكفل الانتقال للأشخاص والبضائع والأموال دون عراقيل…عالم يؤمن بحوار الحضارات لا بصدامها…
كل عام وأنتم بألف خير.
التعليقات مغلقة.