أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

قراءة في تحركات رضا بهلوي

أصوات

في السنوات الأخيرة، ارتفعت وتيرة الانتباه إلى أنشطة رضا بهلوي، ابن شاه إيران السابق، وعلاقاته بمؤيديه، لا سيما من قبل بعض الدوائر الاستعمارية وأجهزة الاستخبارات الإيرانية. ورغم هذا الاهتمام المتزايد، تُظهر الوقائع السياسية في إيران عدم وجود قاعدة جماهيرية له، بل وتبين وجود ارتباطات مشبوهة مع النظام القائم، سواء بشكل معلن أو سري.

 

رضا بهلوي: بعد أربعة عقود من الغياب

يكمن أحد محاور النقاش في أن رضا بهلوي عاش خارج إيران طيلة العقود الأربعة الماضية ولم يلعب أي دور في نضال الشعب ضد النظام. وبالتالي، يُعتبر ممثلًا لنفسه فقط، حيث توجد أوساط تسعى لاستغلاله لتحقيق مصالحها أو للإبقاء على النظام الحاكم. ولا يزال الإيرانيون يحملون في ذاكرتهم ذكرى ديكتاتورية الشاه التي أُطيحت عام 1979، مما يجعل الحديث عن عودة النظام الملكي يشبه السراب.

 

موقفه من الانتفاضة الشعبية

خلال الانتفاضة الشعبية في عام 2022، بدت سلوكيات رضا بهلوي ومؤيديه متضاربة؛ إذ أبدوا دعمًا ظاهريًا للانتفاضة، لكنهم في الواقع تصرفوا لصالح النظام، داعين الناس إلى تجنب العنف وعدم الاحتجاج. بالإضافة إلى ذلك، استغل النظام بهلوي كأداة لتشتيت مسار الانتفاضة، مستخدمًا وسائل الإعلام لدعمه.

 

آراء الشعب في المعتقلات

تعكس تصريحات هاشم خواستار، ممثل المعلمين المعتقل، بوضوح رأي الشعب تجاه رضا بهلوي. إذ أُبلغ خواستار من قبل المحققين بضرورة التعاون مع “شاهزاده”، وهو ما رفضه. وسرعان ما تردد أنه تم توزيع رقم هاتف رضا بهلوي بشكل واسع بين السجناء.

 

الرؤية المستقبلية للعناصر الأمنية

في إطار برامجه التلفزيونية، أبدى رضا بهلوي أفكارًا للحفاظ على الكيانات الأمنية، مثل الحرس الثوري، مما يُعَدّ توجهًا مقلقًا. هذه الأطراف التي تُعتبر من أبرز أدوات قمع الشعب، تستدعي كراهية واسعة في المجتمع الإيراني.

 

استغلال الأحداث

كما استثمرت زيارة رضا بهلوي إلى إسرائيل من قبل النظام، محاولًا تصوير المعارضة الإيرانية على أنها دمى بيد القوى الأجنبية. وقد صدرت ردود فعل سلبية عند صدور قرار من 166 عضوًا في مجلس النواب الأمريكي لدعم الانتفاضة الإيرانية، حيث تلت ذلك حملات تضليل من قبل اللوبي المؤيد للنظام.

 

خيارات الشعب الإيراني

تواجه إيران اليوم ثلاثة خيارات: العودة إلى نظام الشاه، الحفاظ على النظام الحالي، أو السعي نحو ديمقراطية حقيقية. ويلوح أمام الشعب الإيراني أمل التغيير والسعي لتحقيق حقوقهم، وهذا يتطلب وجود بديل معارض يمثل تطلعات الشعب بعيدًا عن الاستبداد.

 

الطريق نحو الديمقراطية

البديل الحقيقي يجب أن يتمثل في قوة معارضة قوية تحارب من أجل مصالح الشعب وتبتعد عن التوجهات الفوضوية. ولتحقيق هذا الطموح، من الضروري أن تتعاون القوى الديمقراطية والمحبّة للحرية. الحل الدائم للسلام والتعايش في الشرق الأوسط يعتمد على إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران تعكس حقائق ومطالب الشعب. يمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يضم جميع القوميات ويشمل نسبة كبيرة من النساء المتعلمات، عنوانًا لهذه المقاومة.

تلك هي الرؤية التي ينبغي أن تسعى إليها إيران؛ طموح نحو مستقبل حيوي وديمقراطي يكفل الحرية والعدالة لجميع أبناء الشعب.

التعليقات مغلقة.