أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

قراءة في رواية: مسار صالح بن بوشعيب الشبيهي

بداية لابد من التعبير عن السرور و الفرحة العظيمين في محاولة متواضعة تقديم و مناقشة لهدا المخطوط وخصوصا لمسار صاحبه. هدا الإحساس و الشعور منبثق من هول الصدمة و المفاجئة لكون الكثيرين يصنفون الكاتب بين رجال التعليم العاديين و في شبه عربدة الدائمة و القريب جدا من المتشردين. لكن هدا كان يستعمله كسلاح لمعاشرة كل هده الأصناف المرفوضة من المجتمع و تعيش على هامشه . من خلال المعاشرتها اليومية الدقيقة يمكن من استخراج زبد مآسي المجتمع و قبحه و الأهم هو كيف الوصول الى هده النتيجة دون النوم و الأكل بجانبها و ممارسة طقوسها و مشاركتها عوائدها و أفعالها .
مداعبة مخطوط ‘ مسار صالح بن بوشعيب الشبيهي ‘ و تلوكيه بين اليدين يشكل في حد ذاته انجاز عظيم جدا و يبقى كصدمة كهربائية شديدة الغير متوقعة .
لنبدأ من البداية ، لقد تناول كاتبنا الشخصية الرئيسية في قصة ( مسار صالح بن بوشعيب الشبيهي ) بسلاسة و بساطة و بطريقة حلوة ساحرة يسرد الواقع كما هو دون تلوين أو مغالطات أو مزايدات . من خلال طرحنا لتسميات الشخصية الرئيسية و تغيرها بدهاء من صويلح ألى صلاح و في النهاية صالح و كل اسم يشكل محطة رئيسية في الرواية لكون هده الأخيرة مرتبطة بحياته و تنتهي مع نهايتها و من خلال سرد أحداث و وقائع شخصيتنا تطرح أمامنا لوحات فنية دون رتوش لدروب و أزقة مدينة أسفي و خصوصا المدينة العتيقة بشكل ذكي يبرز لنا محطات تاريخية عايشتها ، بعضها حزين و مؤلم .
من خلال السطور هناك دعوة من الكاتب لنبش الذاكرة الجماعية لتاريخ بلادنا و ما وقع لذات مدينتنا من جراء المسكوت عنه بشكل استفزازي مقصود كموضوع الهجرة . وموضوع آخر متعلق بفترة دقيقة في تاريخ المغرب ، أي مباشرة بعد الاستقلال ، تحركت عصابات كانت تجوب الشوارع و تطرح سؤال على الأطفال : هل أبوك استقلالي أو إتحادي ؟ . وقد كان بطلنا أحد أعضاءها ، هده الفترة تستوجب منا فرادا و جماعات قراءات و نقاشات من أجل استخلاص منها العبر و الدروس . قضية لأخرى لا تقل أهمية من سابقتها و يتعلق الامر بأطفال الشوارع و ارهاب اليومي الذي يلاحقهم ، من تسكع و و قهر وجوع و خصوصا الاغتصاب كما وقع لصاحبنا صويلح . هناك كذلك ملفات الموميسات و ما يعانين في حياتهم البائيسة من ضياع وتشرد و حرمان و تلاعب بأجسامهن .
نتمنى للكاتب التشبث بهذا المسار وأن يحاول تفسخ من العوائد الخبيثة لأخلاق بعض شخصيات روايته و الى اللقاء في رواية جديدة.

التعليقات مغلقة.