أي مدينة ستستضيف المباراة النهائية لكأس العالم 2030: الدار البيضاء أم مدريد؟
زوبير بوحوت
عقب قرار “الفيفا” بخصوص نهائيات كأس العالم 2030 : من ستستضيف المباراة النهائية الدار البيضاء أم مدريد؟
1. “الفيفا” تختار المغرب اسبانيا والبرتغال لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030.
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميًا خلال مؤتمره الاستثنائي في 11 ديسمبر عن اختيار الملف الثلاثي المشترك “يلا ڤاموس” الذي يضم المغرب، إسبانيا، والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030.
هذا التصويت بالإجماع يعكس قوة الملف والإعداد الدقيق الذي قدمته الدول الثلاث. وقد استند الترشيح إلى حجج مقنعة ورؤية إستراتيجية واضحة، ما يضمن مشروعًا متكاملًا ومجهزًا بشكل احترافي. وكانت البنية التحتية التي اقترحتها الدول الثلاث عاملاً حاسمًا في نجاح هذا الترشيح. من خلال تجديد الملاعب القائمة، إنشاء ملاعب و مرافق رياضية حديثة، وتحسين شبكات النقل، حيث يَعِد المشروع بتقديم تجربة استثنائية للمشاركين والجماهير. فتحت شعار “يلا ڤاموس”، يجسد هذا الترشيح الوحدة والتكامل الاجتماعي بين إفريقيا وأوروبا، مع التركيز على التنمية المستدامة وإبراز الثقافات المحلية، كما تعزز المبادرات مثل مهرجانات الفيفا الجماهيرية جاذبية هذا الترشيح وتأثيره الإيجابي.
أ .إسبانيا: خبرة رياضية معترف بها
تتميز إسبانيا ببنيتها الرياضية الحديثة والمُصانة جيدًا، مما يعكس خبرتها الطويلة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى : تمتلك إسبانيا شبكة نقل مثالية، تشمل القطارات عالية السرعة والمطارات المترابطة، مما يسهّل حركة الزوار. بالإضافة إلى ذلك، تعزز عروضها الفندقية المتنوعة ومستوى الأمان العالي من جاذبيتها، كما تتفوق في تنظيم مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية بفضل خبرتها في الأحداث الترفيهية والبنية التحتية الملائمة.
ب .البرتغال: عرض قوي لبلد صاعد.
تساهم البرتغال في هذا الترشيح من خلال تجهيزاتها الرياضية الحديثة والعملية، ونظام نقل فعال متكامل داخل أوروبا، كما تتميز بعروض إقامة متنوعة وواسعة النطاق، تعكس قدرتها على استيعاب عدد كبير من الزوار في أفضل الظروف، فضلا عن مواقعها الرمزية وقدرتها التنظيمية الاحترافية، حيث تضمن تنظيم مهرجانات جماهيرية عالية الجودة كما أن استقرارها وأجواءها الدافئة تضيف قيمة كبيرة للمشروع الثلاثي.
ج .المغرب: ديناميكية واعدة
يلعب المغرب دورًا محوريًا في هذا الترشيح بفضل بنيته التحتية الرياضية المتطورة. ولا سيما في مدن مثل طنجة، الدار البيضاء، ومراكش، كما يدعم مشروع القطار الفائق السرعة (TGV) بين طنجة والدار البيضاء تحسين الوصول والتنقل داخل المملكة. وبفضل عروض الإقامة المتنوعة والجهود المستمرة لضمان أمن الزوار. يُظهر المغرب التزامه بمعايير الاستضافة الدولية فيما توفر الأماكن المميزة مثل الساحات العامة والمناطق الساحلية بيئة مثالية لاستضافة أحداث و مهرجانات جماهيرية متميزة.
2. نظرة على المغرب ومدنه المستضيفة
حصل المغرب، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 بفضل مدنه الست: الدار البيضاء، مراكش، أكادير، الرباط، فاس، وطنجة. تتميز هذه المدن بمزيج فريد يجمع بين الحداثة، التراث، والبنية التحتية العالمية المستوى. فهي توفر مجموعة مثالية من المرافق الرياضية، أماكن الإقامة عالية الجودة، حلول نقل فعالة بالإضافة إلى المبادرات الثقافية. وتضفي كل مدينة طابعها الخاص على هذا الحدث، سواء من خلال إرثها التاريخي، خدماتها اللوجستيكية، أو أجوائها الدافئة، ما يضمن تنظيم كأس عالم من مستوى جيد.
أ. الدار البيضاء: العاصمة الاقتصادية:
تتميز الدار البيضاء بملعب حديث حصل على تقييم 4.3، بالإضافة إلى شبكة نقل فعّالة بتقييم 4.7. ومع ذلك، يتطلب مستوى الإقامة للجمهور العام (بتقييم 3.1) مجهودات ضرورية للتحسين. أما عروض الإقامة للمجموعات الرسمية (بتقييم 4.8) فهي تنافسية للغاية. وتساهم مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية (بتقييم 4.5) في تقديم تجربة فريدة للزوار. ولتعزيز مكانتها، تحتاج المدينة إلى تحسين الإقامة العامة وزيادة سهولة الوصول داخل المدينة.
ب. مراكش: الوجهة الأيقونة:
تتفوق مراكش في مجال الإقامة، حيث حصلت على تقييم 4.6، ودرجة مثالية للمجموعات الرسمية 5.0، مع قدرة جيدة لاستيعاب الجمهور العام بتقييم 4.2، كما حصل ملعبها الحديث على تقييم 4.0، فيما سجلت شبكة النقل أداءً مميزًا بتقييم 4.7. ومع ذلك، فإن مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية (بتقييم 3.4) تُتطلب بدل المزيد من المجهودات لتحسين التجربة الجماهيرية، إد أن تحسين الفعاليات وزيادة استيعاب الجمهور سيعزز مكانة هذه المدينة كوجهة سياحية رائدة.
ج. الرباط: العاصمة الإدارية:
تتميز الرباط بملعب حديث مجهز حصل على تقييم 4.1، وأداء قوي للإقامة العامة بتقييم 5.0، إلا أن قدرة استيعاب المجموعات الرسمية (بتقييم 3.2) تحتاج إلى تطوير لتلبية الطلب. وحصلت شبكة النقل على تقييم 3.0، مما يشير إلى الحاجة لتحسينات تسهّل الوصول إلى الفعاليات. كما أن مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية (بتقييم 4.0) تعد بتنظيم جيد، لكن تحسين النقل وزيادة قدرة الاستيعاب للمجموعات الرسمية سيعززان موقع الرباط.
د . فاس: المدينة التاريخية:
تتميز فاس بملعب تنافسي بتقييم 4.1 وعرض إقامة ممتازة، حيث حصلت على تقييم 4.5 بشكل عام ودرجة مثالية للإقامة العامة 5.0. ومع ذلك، فإن الإقامة للمجموعات الرسمية (بتقييم 3.8) تحتاج إلى بدل مجهودات إضافية من اجل تحسينها.كما يُعتبر النقل نقطة ضعف رئيسية بتقييم 2.3، ما يستدعي تطوير البنية التحتية لزيادة جاذبية المدينة. و رغم ذلك، توفر مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية (بتقييم 3.7) تجربة تتماشى مع الطابع التاريخي للمدينة، ويمكن تعزيزها بتحسين النقل.
ه . أكادير: الوجهة الشاطئية:
تتميز أكادير بملعب رئيسي بتقييم 4.0، وأداء ممتاز في الإقامة العامة بتقييم مثالي 5.0 وأداء جيد للإقامة للمجموعات الرسمية بتقييم 4.5. ومع ذلك، تُعد شبكة النقل نقطة سوداء ، حيث حصلت على تقييم 2.0، مما يستدعي استثمارات لتحسين التنقل. كما تُضفي مهرجانات الفيفا الجماهيرية (بتقييم 4.0) جوًا احتفاليًا للمدينة، ولكن تحسين النقل سيعزز جاذبيتها كوجهة شاطئية مميزة.
ع . طنجة: المدينة الإستراتيجية:
رغم أن طنجة تمتلك ملعبًا حديثًا بتقييم 4.0، إلا أنها تواجه تحديات في عدة مجالات. فقد حصلت الإقامة العامة على تقييم 2.0، فيما سجلت الإقامة للمجموعات الرسمية 2.3، مما يعكس حاجة ملحة للتحسين. أما شبكة النقل فقد حصلت على تقييم 2.6، ما يتطلب جهودًا كبيرة لمعالجة هاته الاختلالات . ورغم الأداء المتواضع لمهرجانات “الفيفا” الجماهيرية (بتقييم 3.4)، إلا أن موقع طنجة الاستراتيجي بين إفريقيا وأوروبا يُمثل ميزة كبيرة إذا تمكنت من تجاوز هذه التحديات.
3. من ستحظى بشرف تنظيم المباراة النهائية، الدار البيضاء أم مدريد؟
على الرغم من الاختلافات الجغرافية والثقافية بين مدريد والدار البيضاء، فإن المدينتين تشتركان في العديد من النقاط مع وجود اختلافات ملحوظة في عدة جوانب رئيسية لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم. تشمل نقاط المقارنة الرئيسية بين المدينتين الملاعب، الإقامة، والنقل. يتمثل أبرز الفوارق في السعة الهائلة للملعب الكبير الحسن الثاني في الدار البيضاء، الذي يجري بناؤه حاليًا، مع طاقة استيعابية تصل إلى 115,000 مقعد، مما يمنحه ميزة كبيرة مقارنة بملاعب مدريد التي، على الرغم من تحديثها، تمتلك سعة أقل. هذه الاختلافات، إلى جانب الفوارق في الإقامة والنقل، ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد المدينة الأنسب لاستضافة المباراة النهائية.
أ. ملعب الحسن الثاني في الدار البيضاء في مواجهة ملاعب مدريد:
يُعد الملعب الكبير الحسن الثاني في الدار البيضاء، الذي يُجري إنشاؤه حاليًا، أحد أكبر الملاعب في العالم، مع سعة تبلغ 115,000 مقعد، متفوقًا بشكل كبير على ملاعب مدريد مثل سانتياغو برنابيو، وواندا ميتروبوليتانو. وعلى الرغم من أن المشروع لا يزال قيد الإنشاء، يمثل الملعب ميزة إستراتيجية للدار البيضاء، ما يمنحها القدرة على استضافة عدد كبير من الجماهير مقارنة بملاعب مدريد. بالإضافة إلى ذلك، تعزز البنية التحتية الحديثة قيد التطوير في الدار البيضاء إمكانيات الملعب للتنافس مع الملاعب الأوروبية من حيث الراحة والتكنولوجيا. في المقابل، على الرغم من سعتها الأقل، فإن ملاعب مدريد مجهزة بالفعل بتقنيات متقدمة تم تحديثها لتلبية المعايير الصارمة للفيفا. تضمن ملاعب مثل سانتياغو برنابيو وواندا ميتروبوليتانو استمرار مدريد في الريادة في استضافة الفعاليات الدولية. حصلت الدار البيضاء ومدريد على نفس التقييم من “الفيفا” (4.3) لملاعبهما، ولكن تقييم الدار البيضاء يعتمد على الإمكانيات المستقبلية لملعب الحسن الثاني، في حين يعكس تقييم مدريد جودة ملاعبها الحالية.
ب. الإقامة:
تتميز مدريد بشبكة فندقية واسعة ومطورة تضم مجموعة متنوعة من الفنادق، من الفخمة إلى الخيارات الاقتصادية، ما يجعلها قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار بسهولة.و حصلت المدينة على تقييم مثالي: 5 نقاط للإقامة الخاصة بمجموعات الفيفا والجمهور العام وهو ما يعكس التنوع والجودة التي تتميز بها عروضها الفندقية.
أما الدار البيضاء، وعلى الرغم من توسع عروضها في مجال الإقامة، فهي ما زالت أقل تطورًا في هذا الجانب. فقد حصلت المدينة على تقييم عام 4 نقاط، مع تفاوت واضح بين أنواع الإقامة المختلفة، حيث حصلت على تقييم 4.8 للإقامة الخاصة بمجموعات “الفيفا”، مما يعكس جهودًا واضحة لتحسين البنية التحتية. في المقابل، حصلت الإقامة للجمهور العام على تقييم 3.1، بسبب محدودية العرض وقدرة الاستيعاب التي تحتاج إلى تحسين لتلبية الطلب خلال حدث عالمي بهذا الحجم.
ج . مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية:
تعد مهرجانات “الفيفا” الجماهيرية عنصرًا أساسيًا لإثراء تجربة الجمهور خلال الأحداث الكبرى. و تتميز مدريد بمواقع مميزة مثل بلازا مايور وبويرتا ديل سول، التي تستوعب آلاف المشجعين وتوفر تجارب عالية الجودة حيث حصلت المدينة على تقييم 5 نقاط في هذا الجانب بفضل بنيتها التحتية الملائمة وقدرتها العالية على تنظيم فعاليات كبرى.
أما الدار البيضاء، فتضم مواقع مثل الكورنيش وشاطئ عين دياب، التي تُعد وجهات مناسبة لاستضافة المهرجانات الجماهيرية. لكن السعة المحدودة لهذه المواقع تُعد تحديًا، ما منح المدينة تقييمًا 4 نقاط فقط، و مع ذلك، يمكن للدار البيضاء الاستفادة من مواقعها الحديثة وبيئتها الفريدة لتنظيم أحداث مميزة.
د . النقل:
تتمتع مدريد بشبكة نقل عالمية المستوى، تشمل مترو فعال، قطارات عالية السرعة (AVE)، حافلات منظمة، ومطار دولي رئيسي (أدولفو سواريز مدريد-باراخاس)، مما يضمن سهولة التنقل والاتصال.وحصلت مدريد على تقييم 5 نقاط لشبكة النقل الخاصة بها. أما الدار البيضاء، فعلى الرغم من وجود مطار دولي (مطار محمد الخامس)، إلا أنها تعاني من بعض أوجه القصور في شبكات النقل الداخلية، حيث حصلت على تقييم 4 نقاط، إلا أن جهود تحسين النقل العام والسكك الحديدية مستمرة لتلبية الطلب المتزايد خلال الأحداث الكبرى.
ه . الأمن والسلامة:
تتميز مدريد بنظام أمني قوي مدعوم بشرطة مدربة وبروتوكولات إدارة جماهير تتناسب مع الفعاليات الكبرى، ما جعل المدينة تحصل على تقييم مثالي 5 نقاط في هذا الجانب. أما الدار البيضاء، ورغم التقدم الملحوظ في تعزيز الأمن، إلا أنها حصلت على تقييم 4 نقاط، ما يشير إلى الحاجة لمزيد من التدابير لتعزيز التنسيق وضمان بيئة آمنة تمامًا خلال كأس العالم.
ع . الاتصال والتسويق:
تتميز مدريد بسمعة عالمية في مجال الاتصال والتسويق، مع حملات سياحية واسعة وخبرة كبيرة في تنظيم الفعاليات الدولية، حيث حصلت على تقييم مثالي: 5 نقاط لفعالية استراتيجياتها التسويقية. أما الدار البيضاء، ورغم إمكاناتها السياحية الكبيرة بفضل معالمها المميزة وبيئتها الفريدة، فهي بحاجة إلى تطوير استراتيجيات تسويقها لتعزيز صورتها عالميًا، حيث حصلت المدينة على تقييم 4 نقاط.
التعليقات مغلقة.