قصص البطولة والتضحية في مأساة تيتانيك: حين تتجاوز الإنسانية الثروات
بقلم الأستاذ محمد عيدني
أصوات من الرباط
عند غرق سفينة تيتانيك، لم تتوقف المآسي عند فقدان الأرواح فحسب، بل كانت شاهدة على معادن البشر في لحظة الاختبار الحقيقي. ففي زمن الكارثة، برزت شخصيات عكست أعماق الإنسانية، متجاوزة الثروة والنفوذ.
أحد هؤلاء كان جون جاكوب أستور الرابع، من بين أغنى أغنياء العالم آنذاك، الذي كانت ثروته تقدر بما يكفي لبناء ثلاثين سفينة مثل التيتانيك. ومع اقتراب النهاية، لم يلتفت إلى أمواله أو مكانته، بل قدم زوجته على متن قارب النجاة، متخليًا عن حقه في النجاة ليضمن سلامتها.
وفي موقف آخر، رفض إيسيدور شتراوس، أحد مالكي سلسلة متاجر “مايسيز” الشهيرة، أن يصعد إلى قارب النجاة قبل الرجال الآخرين، قائلاً: “لن أذهب قبل الرجال.” زوجته، إيدا، كانت معه، وقالت له: “أينما تكون، سأكون معك.” فاختارت أن تتخلى عن مكانها لامرأة شابة، مفضلة أن تكون بجانب زوجها حتى النهاية.
هذه القصص ليست مجرد شهادات على تضحيات بطولية، بل هي دروس عميقة عن أن الإنسان الحقيقي يُقاس بما يختاره أن يفعلَه في لحظات الشدة، حين لا يراه أحد، أكثر مما يمتلكه من ثروات.
التعليقات مغلقة.