بقلم د. مبارك أجروض
لا يعدُّ القصور في رؤية الألوان Déficience dans la vision des couleurs، أو ما يسمى خطأ بعمى الألوان، شكلاً من أشكال العمى على الإطلاق، ولكنه قصور في طريقة رؤي الشخص للألوان، فإذا أصيب الشخص بهذا القصور، فسيصعب عليه التمييز بين ألوان معينة، مثل الأزرق والأصفر أو الأحمر والأخضر، وفقدان رؤية اللونين الأحمر والأخضر هو أكثر أشكال القصور في رؤية الألوان شيوعًا.
يعتبر القصور في رؤية الألوان حالة وراثية تصيب الذكور بصورة أكثر من الإناث. حيث يقدر هذا الاختلاف بنحو 8% من الذكور وأقل من 1% من الإناث يعانون من مشاكل في رؤية الألوان. وقلما يرث الشخص سمة تقلل من القدرة على رؤية الألوان الصفراء والزرقاء. وغالبًا ما يؤثر قصور رؤية اللونين الأزرق والأصفر على الرجال والسيدات بصورة متساوية.
يحدث القصور في رؤية الألوان عندما تكون هناك مشكلة في استشعار الألوان في العين، وبالتالي صعوبة أو عدم القدرة على تمييز الألوان. ولا يستطيع غالبية الأشخاص المصابين بضعف رؤية الألوان التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر. وقد يكون التمييز بين الأصفر والأزرق مشكلة أيضًا، على الرغم من أن هذا النوع أقل شيوعًا.
وعادة ما تراوح الحالة من خفيفة إلى شديدة. لكن، إذا كان الشخص مصابًا بالقصور في رؤية الألوان تمامًا، وهي حالة تُعرف باسم achromatopsie، فسيرى الأشياء فقط باللون الرمادي أو الأسود والأبيض. لكن، هذه الحالة نادرة جدًا.
* مدى انتشار القصور في رؤية الألوان
ضعف رؤية الألوان أكثر شيوعًا عند الرجال. ومن المرجح أن تحمل النساء الكروموسوم المعيب المسؤول عن الحالة، ولكن غالبا ما يصاب الرجال بها. ووفقًا لجمعية البصريات الأميركية، يولد حوالي 8% من الذكور البيض وهم يعانون من ضعف رؤية الألوان مقارنة بـ 0.5% من الإناث من جميع الأعراق.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2014 حول القصور في رؤية الألوان في مرحلة ما قبل التمدرس في جنوب كاليفورنيا أن القصور في رؤية الألوان هو أكثر انتشارًا لدى الأطفال البيض وأقل انتشارًا عند الأطفال السود.
* علامات القصور في رؤية الألوان
يمكن أن يكون الشخص مصاباً بالقصور في رؤية الألوان دون أن يدري ! ويكتشف بعض الأشخاص أنهم أو أطفالهم مصابون بهذا المرض عندما يؤدي بهم إلى تشوش الرؤية، كأن يبدأوا بالمعاناة من مشكلة التمييز بين ألوان إشارات المرور، أو تفسير المواد العلمية المصنفة حسب الألوان.
وقد لا يستطيع الأشخاص المصابون بالقصور في رؤية الألوان التمييز بين:
ـ الظلال المختلفة للونين الأحمر والأخضر.
ـ الظلال المختلفة للونين الأزرق والأصفر.
ـ أي ألوان.
* أسباب القصور في رؤية الألوان
تبدأ رؤية الألوان الطبيعية عبر طيف الضوء، مع قدرة العينين على التمييز بين الألوان الأساسية، وهي الأحمر والأزرق والأخضر. يدخل الضوء إلى العين من خلال القرنية، ويمر عبر العدسة والأنسجة الشفافة التي تشبه الهلام في العين (الجسم الزجاجي) إلى الخلايا الحساسة للألوان (cellules de la couche conique de la rétine) التي توجد في الجزء الخلفي للعين في الشبكية.
وتميز المواد الكيميائية في خلايا الشبكية المخروطية الألوان، وترسل تلك المعلومات إلى المخ من خلال العصب البصري. فإذا كانت العينان طبيعيتين، يمكنهما التمييز بين الألوان المختلفة. أما إذا كانت خلايا الشبكية المخروطية تفتقر إلى واحدة أو أكثر من المواد الكيميائية الحساسة للضوء، فقد لا تميز العينان سوى لونين من الألوان الأساسية، ينتج ضعف رؤية الألوان عن الأسباب الآتية:
ـ الاضطراب الوراثي
يشيع القصور في رؤية الألوان الوراثي بين الذكور أكثر من الإناث، ويشيع قصور رؤية الألوان في اللونين الأحمر والأخضر أكثر مما يشيع في اللونين الأزرق والأصفر. ويمكن لهذا الاضطراب الوراثي أن يكون خفيفاً أو متوسطاً أو شديداً، وعادة لا تتغير شدة المرض بمرور الوقت.
ـ الأمراض المسببة لقصور في رؤية الألوان
توجد بعض الأمراض التي يمكن أن تسبب قصورا في رؤية الألوان، ومن بينها السكري، والمياه الزرقاء، والضمور الشبكي، ومرض الزهايمر، ومرض باركنسون العصبي، وإدمان الكحول المزمن، وسرطان الدم، وفقر الدم المنجلي. كما يمكن أن تتأثر إحدى العينين أكثر من الأخرى، وقد يتحسن قصور رؤية الألوان إذا عولج المرض الكامن.
ـ الأدوية التي تغير رؤية الألوان
يمكن لبعض الأدوية أن تغير رؤية الألوان، مثل العقاقير التي تعالج مشكلات القلب، وضغط الدم المرتفع، وخلل الانتصاب، والالتهابات الجرثومية، وبعض الاضطرابات العصبية والمشكلات النفسية.
ـ تقدم السن والقصور في رؤية الألوان
تتدهور القدرة على رؤية الألوان ببطء مع تقدم السن.
ـ المواد الكيميائية والقصور في رؤية الألوان
يمكن أن يؤدي التعرض إلى بعض المواد الكيميائية في مكان العمل، مثل Disulfure de carbone et engrais، إلى فقدان رؤية الألوان.
[…] لقراءة الخبر من المصدر […]