برشلونة : مصطفى منيغ
الوفاءُ شيمة إنسان تربِيَته للآخرين أفادَت، الإخلاصُ موقف امْرِِئٍ روحه لكرامة البلد افتَدت ، التضحيَّةُ وسيلة شخصٍ للدفاع عن وطنه قصُرت المدة أم امتدَّت ،الإقْدامُ انعكاس شجاعة المَعْنِيَِّ إحقاقاً للحق عن الباطل أفكاره ارْتَدت ، إذ الخيمة ليست بمن فيها بل بمن يبقيها قائمة بمتانَةِ أوتاد لاستقرارها معززة مكرمة وَتّدَت ، إن هبّت عليها الصرصر ما ترنَّحت أو تَأَذَّت ، كالأصيل مِن أي شيء قادر على نتاج ما يحتاجه من عُدَّة وإن أصنافها للمنافع تعَدّدتَ ، بغير حاجة لمن حداثتهم على الكثيرين نَكَّدت .
دولة “الأمارات” إن أياديها للتطبيع مع اسرائيل امتدَّت ، لن تُؤخرَ فلسطين الفلسطينيين عن مواجهة الواقع بغير التي عن حَدِّها زادت، فما بَقيَ في الألفية الثالثة لسياسة الاستعطاف ما يَحُولها عن قناعات بالية إن تجَدَّدت ، بما يُلزِم التعجيل بانجاز ما عطَّلته انحيازات مموّلي الإبقاء على الأحوال كما هي بعد “أسلو” وما تلاها من مفاوضات غير مأسوف عليها لدرجة كل أنواع النضال المشروع معها تَجمََّدت . ربما واقعة التطبيع (البالغة كل هذا الهرج الذي لا تستحقه أصلا) أفاقت مَن ألِفُوا الاكتفاء بإطلاق الكلمات الرنانة لجلب عطاءات تكفي جيوب أصحاب المقامات لتغطية مصاريف ما ابتدعوه لأنفسهم من قامات بالغرور محدَّدة ، غير مبالين “حتى” بعشرات الألاف المتسللين حيث اسرائيل تشغِّلهم في أرذل الأعمال بما يسدِّد رمقهم ومنهم من عاد مسلوباً مضروباً معذباً من طرف شرطة الحدود بما يؤجِّج الغضب في الحَجَر والشَّجر والأطفال الصغار دون تلك الطبقة المغروسة فوق ثرى الشريفة فلسطين عن خطأ او قهر أو جور او جميع تلك النقائص والعاهات المترعرعة مع مرور الأيام المنكوبة متحدية عيون كادحين عن قرب راقبت أو عقول عاقلين لمثل الخطايا رصدت.
التوقيت يتأسف عن ضياع ما ضاع ويضيع عن فشل الفشل ولا زال المثقل بالعلل يخطب بصيغة المستقبل عمَّ ترسّخ في ماضي وكان أهون بما يؤشر له الغد من خسارة الخسران وكل معالم التحسن قد تبدّدت ، لذا لا فائدة في تكرار التنبيه مادام الأخذ بالنضال الذاتي المحلي الوطني المدروس عن عمق المحسوم بما يتطلب من عزيمة وإرادة لم يعد اختيارا بل استُبدل بمناشدة الغير القيام به وبخاصة من يرغبون في تحرير فلسطين “ولو الحالية” من قبضة اسرائيل للتباهي أمام شعوبهم أن القضية الأولي في سياستهم التقدمية منتهية بمثل النصر الواجب الاحتفاء به في دول الخليج والامارات كأنها لمثل الهدف ما شاركت أو وُجِدَت .
التعليقات مغلقة.