كائنات حية تنتشر في جميع أنحاء جسم الإنسان
إعداد المرحوم مبارك أجروض
معظم الناس لا يدركون أن جسم الإنسان هو نظام بيئي متكامل بما يحتويه من كائنات حية مختلفة، فبداخل الجسم تعيش آلاف الكائنات المختلفة من بكتيريا وفطريات وطفيليات وقراديات وحشرات أحيانًا، وتنتشر هذه الكائنات في جميع أنحاء الجسم، فمنها ما يستقر على سطح الجلد، ومنها ما يستوطن الفم، ومنها ما يستقر داخل أعضاء الجسم مثل المعدة والأمعاء.
بل ويفوق عدد خلايا هذه الكائنات عدد خلايا الجسم ذاتها بعشرة أضعاف على الأقل، وتختلف هذه الكائنات في أنواعها وأحجامها وأعدادها، وكما توجد مئات الأنواع المفيدة للجسم تعيش معه في تكافل، توجد كذلك أنواع أخرى ضارة، تتطفل على الجسم وتُضعفه، وتسبب المشكلات والأمراض، لذا يجب التخلص منها فور اكتشافها.
قمل الرأس
هي حشرات صغيرة تعيش في الشعر، وتتغذى على دماء فروة الرأس، ويسبب القمل الحكة الشديدة، غير أن وجوده لا يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان، وتنتشر الإصابة بقمل الرأس بين طلاب المدارس في السن الصغيرة بشكل خاص بسبب سهولة انتقال العدوى عبر التلامس، حتى مع الاهتمام بالنظافة الشخصية، ويمكن القضاء على القمل باستخدام أنواع مخصصة من الشامبو، وهو أمر قد يتطلب بعض الجهد بسبب صغر حجم القمل، وسرعة حركته، وبسبب وضعه للبيض داخل فروة الرأس، والذي يفقس كل 9 ـ 12 يومًا تقريبًا.
القوباء الحلقية
القوباء الحلقية أو السعفة هي فِطرٌ مُعدٍ يعيش على البشرة ويتغذى على الكيراتين، ويمكنه أن يصيب أي جزء من الجلد، ويسبب هذا الفطر التهابات جلدية تتميز بشكلها الدائري الشبيه بالخاتم واللون الأحمر عند أطراف الدائرة، والذي يخفت في المركز، وقد يصيب الفطر فروة الرأس، ويُسبب تساقط الشعر بشكل دائري في منطقة العدوى، وقد يصيب القدم ويسبب المرض المعروف باسم القدم الرياضية أو سعفة القدم. يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي في حالة الإصابة بالقوباء الحلقية، إذ يستلزم العلاج تناول مضاد للفطريات، واستخدام الكريمات أو المراهم للقضاء على العدوى.
عث الوجه (الدويدية)
هي حشرات دقيقة تنتمي إلى القراديات، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتعيش على وجه جميع البشر، ويزيد عددها مع تقدم العمر، وتتغذى هذه العثة على خلايا البشرة الميتة وعلى الدهون التي تفرزها بشرة الوجه، ولا يستدعي وجودها الخوف أو القلق، فهي لا تسبب أية مشكلات في أغلب الحالات.
سوس الحكة (القارمة الجربية)
ينتمي سوس الحكة أيضًا إلى القراديات، ويُسبب المرض الجلدي المعروف بالجرب، ويمكن للسوس أن يصيب مناطق معينة فقط من سطح الجلد مثل الرسغين، أو بين الأصابع، أو تحت الإبطين، أو محيط الخصر، أو الأُربية، ويمكن أن يصيبها جميعًا، وتسبب الإصابة بالجرب الحكة الشديدة والطفح الجلدي، ويمكنه الانتقال من شخص إلى آخر عبر التلامس. تجب استشارة الطبيب في حالة الإصابة بالجرب لتجنب المضاعفات، مثل الالتهابات البكتيرية، والتي تسببها الحكة الشديدة، ولتجنب انتشار العدوى.
بكتيريا (ميكروبيوم) الإبط
الميكروبيوم هو مجموع الميكروبات المختلفة التي تعيش في توازن على جسم الإنسان أو داخله، وتوجد أنواع مختلفة من الميكروبيوم تبعًا لبيئاتها، فعلى سبيل المثال توجد مجموعات تعيش على سطح الجلد، وأخرى تعيش داخل الفم أو داخل الأمعاء، وعلى الرغم من أن ما يعرفه العلماء من معلومات عن الميكروبيوم مازالت قليلة، إلا أن الدراسات كشفت عن وجود عدة أنواع من البكتيريا تعيش تحت الإبطين، أهمها البكتيريا الوتدية (Corynebacterium)، والبكتيريا العنقودية (Staphylococcus)، وتختلف نسبة هذه الأنواع من شخص إلى آخر، وتختلف أيضًا في حالة استخدام مضادات التعرق المختلفة.
بكتيريا سرة البطن
تفرز الغدد الموجودة داخل سرة البطن العرق والدهون؛ مما قد يطرد بعض أنواع البكتيريا، لكنه يجتذب في الوقت نفسه أنواعًا أخرى، فالسرة تحتوي على أكثر من ستين نوعًا مختلفًا من البكتيريا معظمها نافع ويقي من العدوى، لكن بعض الأنواع الضارة قد تتكاثر داخل السرة في حالة إهمال العناية بها، وعدم تنظيفها بانتظام، وقد يؤدي ذلك إلى وجود إفرازات بداخلها وحدوث الالتهابات.
الجيارديا المعوية
التعليقات مغلقة.