كبرنا وكبرت معنا العصا..
عزيز لزرق
واهم من يعتقد أن زمن العصا لمن يعصى قد انتهى…قد يتبجح صاحب هكذا ادعاء بأن من حسنات الحداثة التربوية أن العصا أصبحت ممنوعة في التربية و التعليم، في الأسرة و المدرسة. ولكن ماذا عن الحداثة السياسية، حيث لازال شعار العصا لمن يعصى شعارا مقدسا؟ و لازالت العصا حاضرة في المشهد السياسي، و في التعاطي مع قضايا و مطالب المواطنين.
كبرنا و كبرت معنا العصا، “هرمنا من أجل تلك اللحظة التاريخية”، التي تصبح فيها العصا مجرد لغة ميتة من فرط عدم استعمالها. لكنها مع الأسف لازالت لغة حية لا تفرط السلطة السياسية في استعمالها. تتبادر إلى الذهن تساؤلات ساذجة هل يمكن أن نحاور بالعصا، هل يمكن أن نحل مشكلا بالعصا؟ هل يمكن أن نسكت صوتا بالعصا؟ هل يمكن أن نسد كوة الفكر بالعصا؟ هل يمكن أن نهد صلابة الحق بالعصا؟ هل يمكن أن نقضي على الاحتجاج بالعصا؟
كفي عبثا فزمن التربية على الطاعة و التطويع ولى و استمرار العصا لمن يعصى وصمة عار في لغتنا في فضاءنا السياسي و في فضائنا العام. نعرف من يستعمل العصا، و لكن لا نعرف لم يستعمل العصا؟ هل هي تعبير رمزي عن مخزنية السلطة (التي لا تعترف بأي مفهوم جديد لها ما عدا ما كانت عليه قديما)؟ هل هي عقاب أم انتقام ضد من لا يعترفون بأولياء النعمة؟
نشعر بالأسى عندما يعتدى على فرد ما بالضرب من طرف فرد آخر، لكن لا يشرفنا أن تحضر هذه النزعة الفاندالية، في اعتداء السلطة على ثلاثية التغيير(المواطن) و الأمل (المدرس) و الحلم (الشباب): إن العصا هنا تستهدف تكميم الحرية السياسية، و تقزيم المهمة الرسولية للمربي، و لجم عنفوان و ألق الإقبال على الحياة…
شجبا للاعتداء و الضرب الذي مورس ضد الجيل الجديد من المدرسين الشباب ضحايا عنف التعاقد…
التعليقات مغلقة.