أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

كرة القدم و نحن السلام

ستراسبورع فرنسا /  الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون 

ستراسبورع فرنسا /  الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون 

 

“كرة القدم و نحن السلام”، شعار دورة رياضية لكرة القدم، جمعت جاليات الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية، اليهودية والمسيحية، في دورة للسلام أقيمت ب “لامينو” ستراسبورغ بفرنسا. 

تقديم : 

باتت الرياضة بكل فصولها وأطوارها في خدمة السلم والسلام والأمن والأمان للتعايش السلمي للساكنة لمختلف الديانات والجاليات برمتها. 

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وعلى خطى السلف كلنا سائرون، وللسلم مناضلون وللعمل الخيري قائمون. أشبال من أسد يبهرون ويفرحون في آن واحد، من أول نظرة لقاء يسرون به ناظرهم من أول فرصة. 

 ويبقى السلم والسلام والأمن والأمان شعار كل فرد، والشغل الشاغل للجميع دون إسثتناء ليل نهار لا يتوقف ولا ينتهي. فبدون سلام لا يمكن العيش والتعايش في هدوء و أستقرار. 

 

وكباقي المؤسسات والهيئات والمنظمات والمبادرات السابقة، وبعد نشاط مبادرات أماكن العيادة بستراسبورغ بمنطقة الآلزاس عاصمة الاتحاد الأوروبي، بداية من مسجد ستراسبورغ الكبير، بإدارة رئيسه الأستاذ “سعيد علا” وطاقمه الموقر في إستضافة جميع جاليات باقي الديانات وإشراكها في نشاطه السنوي بمناسبة إحياء ذكرى مولود الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، ودور كاتدرائية “سيدتنا” بستراسبورغ في حفل مهرجانها بعنوان الموسيقى المقدسة للديانات الثلاثة في مكان واحد ووقت واحد، جاء دور الرياضة لتلتحق بالركب وتسجل بصمتها وتترك أثرها المنقوش في الأذهان يحاكي سيرهم للأجيال مستقبلا.   

 

ففي مبادرة فريدة من نوعها ولأول مرة في تاريخ كرة القدم لأكاديمية “مينو” الدولية الرياضية وبفرنسا عامة، ومن الثنائي الأخوة “شايبي سيد أحمد” المدير الرياضي الفني و”شايبي فتحي” رئيس الأكاديمية بلامينو, نجلي الفقيد العم “شايبي محمد” رحمه الله، أب الحركة الجمعوية وناشطها الدؤوب في مختلف المناسبات والفعاليات.

نظمت أمسية رياضية في كرة القدم جمعت جاليات الديانات الثلاثة الموجودة بحي “لامينو” بستراسبورغ، و ذلك في جو أسري أخوي لا يمكن وصفه من حيث الفرحة العارمة التي عاشها الجميع دون استثناء، منذ انطلاق الأمسية وتحضيراتها من وصول اللاعبين ومرافقيهم وأسرهم والجمهور وضيوف الدورة من مسؤولين وشخصيات لعدة مستويات محلية وجهوية، حسب ما علمناه. 

فكرة تنظيم الدورة: 

جاءت فكرة تنظيم الدورة الرياضية في كل القدم كون أن النادي أكاديمية مختصة، بحكم تواجد النادي في حي سكني يعد من أعرق الأحياء تتجاور فيه أماكن العبادة الثلاثة مع بعضها البعض الكنيسة، المعبد والمسجد. ويتوسطهم المعلب الرياضي. وعلى مدار شهرين من الجهد والتفكير بعمق في جعل هذا الحدث حقيقة واقع معاش يتجسد على أرض الميدان، منذ أن تولدت الفكرة في ذهن المنظم منذ ما يقارب من السنة.  

 

الهدف من الدورة: 

الهدف، جد بسيط، وهو حلم أن يتم التقريب بين الناس وخلق روابط بين جميع الطوائف الدينية المختلفة الموجودة في المنطقة،  حيث تعد الكرة المستديرة مبهرة الجماهير وساحرتهم، من أشهر الرياضات الجماعية المنتشرة حول العالم، والتي يجتمع حولها الجميع، يحبها الصغير والكبير، ويشجعها ويجتمع لمشاهدتها كل الأفراد من كافة الألوان والأعمار والأجناس, فبعضهم مهتم بلعبها، والآخر مهتم بمتابعة فريقه وتشجيعه والجميع يتفق على عشقها بلا هوادة، والكل متيم بها وينحاز لها ولقرارتها ولما تفرزه لإيصال الرسالة التي تحملها في كل مباراة وكل دورة مهما كان نوعها و حجمها. 

 

جاءت الدورة حسب ما صرح لنا به صاحب الفكرة السيد “شايبي سيد أحمد” المدير الفني الرياضي للأكاديمية منظم الدورة، بأن الدورة جاءت لتعزيز الروابط الأخوية للسلام والتعايش السلمي والأمن بين جميع الناس، لتعم الطمأنينة والسكينة. ولنحث هاته الثقافة بين جميع الساكنة بالحيخاصة و المنطقة عامة بإجماع الجميع دون تأخير ولا تقصير.  

 

وأضاف، خاصة في الوقت الحالي، أردنا الاحتفال بهذه المناسبة بحدث تضامني لبعث الروح الأخوية من جديد وتجديدها بين الجميع. للعمل على جمع الناس معا وإنشاء روابط متعددة بين مختلف الجاليات الدينية الموجودة في المنطقة. 

 

جاءت المبادرة الكروية لإبراز دور الرياضة في بعث السلام وتكريس التقارب بين الشعوب، لاسيما من خلال تعزيز الروابط وبعث سبل الأخلاق الفاضلة والمثل الإنسانية العليا النبيلة في نفوس الجميع. وقد أثبتت الرياضة في عدة مناسبات ومحافل أنها أداة فعالة التكلفة ومرنة لتعزيز أهداف السلام، من أجل أن تساهم في بناء عالم أفضل ومسالم، آمن و مطمئن، وذلك هو الهدف الأسمى من الدورة الرياضية التي باتت اليوم عنصرا فعالا لا يمكن الإستغناء عنه ومدرسة شاملة جامعة للحياة في سلام يجب علينا الإستمرار في إستنباتها بغية الرقي بالسلام عاليا وعلى مدى العصور. 

معايير إختيار اللاعبين: 

لقد تم الاتفاق بين ممثلي الديانات الثلاثة المجتمعون لتنظيم الدورة على معايير اختيار اللاعبين بأن يكون عشرة 10 لاعبين من مسلمين وعشرة 10 من اليهود وعشرة 10 من المسيحيين لتشكيل فريقين للعب مباراة في كرة القدم المنظمة بين الأديان الثلاثة، الأولى من نوعها في منطقة “مينو” في ستراسبورغ في العاصمة الألزاسية. 

 

وعن الإختيار وطريقته أخبرنا بأنه في الواقع، لم يتم اختيار اللاعبين لمهاراتهم وكفاءتهم الرياضية، ولكن بسبب انتمائهم وتمثيلهم الديني لجاليتهم. وتم الإتفاق على أن يتألف كل من الفريقين بالتساوي بخمسة 05 لاعبين يهود و05 مسلمين و05 مسيحيين، خمسة لاعبين من كل جالية ليتكون الفريق من خمسة عشرة 15 لاعبا. 

 

يحرص الجميع على ألا يقلل النصر والفوز بالنتيجة من الأجواء الودية على أرضية الميدان، وليكون المغزى الرمزي لهذه اللحظات الثمينة، والتي ستستمر لأشهر متداولة على مدار السنة. 

 

إدارة المقابلة: 

انطلقت المقابلة بعد الانتهاء من الترتيبات والتحضيرات الخاصة بها، بعد اجتماع المنظم السيد “سيد أحمد شايبي” باللاعبين وممثليهم بقاعة تغيير الملابس. حيث أعطيت لهم التعليمات والتوجيهات و تم تذكيرهم بهدف الدورة الأسمى، وبقوانين اللعب. 

 

خرج الفرقان بألوانهم المختارة الأحمر والأزرق للدخول لأرضية الملعب كأبطال كرويين حقيقين في المنافسات الرسمية لتحية المجهور وبدخول وسط الملعب واختبار فريق جهة مرماه أعطت السيدة “أسيا بلحاج” حكمة المقابلة إشارة انطلاقتها تحت تصفيقات وتشجيع الجمهور ومحبي اللاعبين ومرافقيهم. 

 

إختيار الحاكمات طاقم نسوي: 

أسندت إدارة تحكيم المقابلة لطاقم نسوي لأول مرة في تاريخ الأكاديمة بإدارة الحكمة للطالبة “آسيا بلحاج” ومساعدتيها الحكمة “جوليانا بوزارو” و”صورية جبيل”، وهم في الأصل لاعبات في الفريق صنف فئة 18سنة ويتدربن في صفوف الأكاديمية. 

 

وقد جاءت فكرة إدارة البنات للمقابلة حسب المدير الفني الرياضي “سيد أحمد” لكي يعطى لكل ذي حق حقه، ولخلق جو منافسة ومساواة بين الجنسين، ولتمكين جميع العناصر من التدريب والتكوين، ولخوص زمام المبادرة. ولكونهن متمكنات وضليعات بخبايا التحكيم لكون الأكاديمية نفسها تعد منبرا لاكتشاف المواهب وإبرازها، ومدرسة تكوين وتخصص أكاديمي، تحكيم مميز وتسيير رائع وتصرف لائق تصرفته الحكمات حيث أثبتن مهارتهن وبراعتهن في منافسة الأدوار الرجالية ولإثبات حسن المساوات بأن لا فرق بين الجنسين خاصة عندما تمنح الفرصة للمرأة و يسمح لها باقتحام المجال مثلها مثل أخوها الرجل فلا مجال للتفريق بين الذكر ولا الأنثى في أرضية الميدان. 

 

إشارة إنطلاقة المقابلة: 

تشريفا للدورة ببصمة تاريخية حافلة من خبيرة ورياضية لامعة، أعطيت إشارة إنطلاقة المقابلة بين الفريقين من طرف النائبة بطلة الألعاب الأولمبية “سارة بلزار” متمنية للجميع مقابلة شيقة و الأفضل يفوز.  

 

90 دقيقة وقت المقابلة: 

عرفت المقابلة السير “الحسن” من حيث السلوك الحسن والانضباط وعدم العنف وعدم سوء التصرف الإخلاقي المسيء للرياضة عامة و لأخلاقيات وأدبيات كرة القدم. فخلال التسعين 90 دقيقة لم تعرف المقابلة أي عنف لا لفظي ولا جسدي، مقابلة يشاد بها بعرس كروي مميز في جو أمسية مشمسة تنفس فيها الصعداء بعد موجة البرد القارس والأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة. 

 

اختيار ألوان قمصان المقابلة: 

تم إختيار القمصان التي صنعت خصيصاً لشعار دورة كرة القدم ونحن السلام. بألوان الجمهورية فقط للاحتفال بهذه المناسبة. ارتدى أحد الفريقين اللون الأزرق والآخر اللون الأحمر. أما الحكمات فقد ارتدين الملابس البيضاء ليكون في الوسط وبذلك تتشكل الراية بأكملها.. 

تصريحات: 

على هامش المقابلة وخلال فترة الاستراحة بين الشوطين تقربنا من بعض المستجوبين التي كانت لنا معهم دردشة من خلال البث المباشر الذي أجريناه من أرضية الملعب فكانت التصريحات التالية: 

سيد محمد طاهيري رئيس النادي الشعبي للأسر: 

نحن هنا نلعب لنعمل على إحياء السلام بين جميع الشعوب ولجميع الجاليات المتواجدة بستراسبورغ. 

الأخ عبد الله لاعب وأحد أبناء الجالية العربية: 

موهبة كرة القدم تجمع بين الأجناس والناس، اجتمعنا لنبرهن للجميع بكامله بأن الديانات إذا تخلت على النقائص السلبية تحقق كل شيء ليعم السلم والأمن. 

الأخ نبيل تاوريرت المنظم عن الجانب الجالية الإسلامية رئيس جمعية مسلمي فرنسا:  

مبادرة حميلة نعم الجالية بأوروبا بصفة عامة تنظم دورات مع مختلف الديانات، ليشكل تعايش بين الديانات لأنه من الأمور الأساسية للعيش بصقة سلمية. 

الشيخ صالح عميد الأئمة ورئيس مسجد الأخوة بلامينو: 

مناسبة رائعة ومهمة مناشبة الحوار والتشجيع على الأخوة لهاته الديانات السماوية والتي لنا معها حوار ومن خلال ذلك تم تأسيس جميعة واحات حديقة الحوار. مبادرة جمعت جميع الناس لتشجيع الأخوة التي لا حدود لها مصدقا لقوله تعالى إن خلقناكم من ذكر وأنثى ودعلناكم شعوب وقبائلا لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أثفاكم. 

شايبي فتحي رئيس الأكاديمة منيو الدولية: 

مبادرة وحدة لمختلف الديانات من خلال هاته الدورة في كرة القدم كون أن الحي يجمع ثلاث ديانات وأماكن للعبادة على يسارنا معبد في الوسط كنيسة ومسجد على اليسار. وذلك لجمع الشمل الأخوي. 

الشيخ مسعود بومعزة عميد معهد الأندلس بشيلتيغايم : 

 مبادرة طيبة بإجراء دورة في كرة القدم تجمع ممثلين عن الديانات السماوية الثلاث الإسلامية المسيحية واليهودية والمسيحية، جاءت الدورة لنشر الحب والأخوة الإنسانية والوحدة والتعاون بين بني البشر مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم فكلهم لآدام وأمهم حواء. خاصة في هاته الظروف التي يريد فيها البعض نشر الكراهية وخلق التفرقة بين الناس, فممثلو الديانات الثلاثة يعطون صورة حية عن الحب والأخوة الإنسانية. 

بالمناسبة أتقدم بجزيل الشكر لمنظمي الدورة وحسن التسيير في هاته الأجواء المفرحة المسرة ببهجة خاصة لهدا الحي الذي يعد أكبر حي بستراسبورغ. كما أشكر الأخ نبيل على تنظميه المحكم لهاته المبادرة الطيبة الحسنة. 

أمنية برأي جماعي: 

أجمع الجميع منظمين مسيرين مشرفين مشاركين متابعين ومتفرجين من بعيد ومن قريب وبصوت واحد بأنه يجب على الجميع بتظافر الجهود على إحياء السلام بين الشعوب وبين الجاليات المقيمة بالمنطقة للعيش في سلم وأمن وأمان وبكل طمأنينة.  

كون أن الرياضة تجمع بين الناس والديانات وتدعو الجميع للتخلي عن السلبيات المضرة المؤدية للتفرقة والعنصرية. 

نادي الأكاديمية مينو الدولية في وضمة: 

هو نادي رياضي يقعٍ بجوار مسجد ومعبد وكنيسة بحي شعبي ذو شهرة واسعة لما يحمل من طابع إنساني وسلمي لا سيما في التعايش السلمي للساكنة لمختلف الجاليات بتعدد ألوانهم وألسنتهم وجنسياتهم على مدة سنين عديدة. تأسس خلال شهر مارس 2018 بلامينو بستراسبورغ عاصمة الآلزاس وعاصمة الإتحاد الأوروبي. له رصيد غني و ثري لا مكن وثفه في سطرين وكلمة و الذي سوف نعود رفقة مديره الفني و رئيسه مستقبلا في حوار و روبرتاج خاص فترقبوه. 

خلاصة القول : 

كانت هذه هي الطبعة الأولى في نسختها الفريدة من نوعها، والتي بالطبع ستعاد مستقبلا بإجماع الجميع لنجاحها المبهر، طبعة مميزة بلفتة إنسانية محضة، لا يختلف عليها إثنان من حيث التنظيم و التسيير الحسن والإستقبال والضيافة، وذلك لتحسين وتوسيع شبكة الأكاديمة مع الجميع.

 

فالعمل جاري منذ ولادة الفكرة على التخطيط لإدراج بقية الأديان الأخرى وغيرهم من غير المتدينين في هذه المنافسات المستقبلية،لأن الهدف هو التقريب بين الناس وخلف جو صفاء تسوده المحبة والمودة والأخوة الصادقة بعيدا عن الكراهية والعنصرية وصد الباب أمام جميع من يفكر وتسول له نفسه حتى التفكير في زرع الفتنة والكراهية، فمن خلال اللعبة العمل على العيش جميعا مع بعض. واحترام وإثراء بعضهم البعض. ففي الحقيقة الأمر عادي وسهل وليس معقدا ولأجل تحقيق ذلك. تكفي النية الخالصة و الثقة وإحترام المتبادل. 

إكراميات واجب الضيافة: 

وكما جرت العادة في مختلف المناسبات، وعلى شرف الجميع لاعبين مسيرين مشرفين وضيوف التف الجميع حول وجبات الغذاء المتنوعة احتراما لأذواق الجميع، وجبات تناولها الجميع في جلسات أخوية للمناقشة الودية بين الجميع والتي تناول موضوعها الأساسي السلم والتعايش السلمي للجميع. بين الساكنة دون استثناء. إكرامية دعينا لها في ضيافة منظم الدورة السيد “شايبي سيد أحمد” الذي رافقنا مرحبا وأجاب على أسئلتنا والتي سوف تقرأونها مستقبلا في حوار خاص نظر لطولها ولأهميتها. 

التعليقات مغلقة.