كلمة إدريس ابلهاض الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمناسبة فاتح ماي العيد الأممي للعمال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
تحية نضالية خالصة لكل الشغيلين والشغيلات……
تحية حارة لكل المناضلين والمناضلات الصادقين القابضين على الجمر في زمن التهافت والتراجعات وبيع المبادئ والقيم.
نلتقي اليوم والمناسبة شرط، لنجدد التعاقد على أرضية الوفاء والالتزامات المشتركة.
في البداية نهنئ الطبقة الشغيلة عامة ومناضلي ومناضلات الإتحاد العام خاصة بعيدهم الأممي، على أمل أن يكون المستقبل أكثر وعيا و أكثر نضجا من الماضي والحاضر، وهي مناسبة نقف خلالها لتقييم عملنا المشترك وما راكمناه على مدار السنوات الأخيرة، أكيد حصيلة الإتحاد العام بفاس منذ 2017 حصيلة جد مشرفة و جد محترمة على المستويين الكمي والكيفي… حققنا تراكما تنظيميا ونضاليا رفع من رصيد شرفنا وعزز الثقة في التنظيم النقابي وجعله قبلة لكل الباحثين عن الصدق والأمانة والشرف، قطاعات عديدة التحقت بالقافلة، ومعارك نضالية ومحطات تضامنية امتزج فيها الفعل النقابي بالعمل الاجتماعي.. معا انتصرنا للإنسان وللإنسان وحده بعيدا عن كل الحسابات الضيقة.
كيف تحقق هذا التراكم والرصيد النضالي؟
سؤال جوهري ليس له سوى إجابة واحدة ووحيدة.. حققنا ما حققناه بالصدق.. والصدق وحده والساحة تشهد و أنتم والتاريخ.. ابتعدنا عن منطق الكواليس والتدليس، طهرنا العمل النقابي من الارتزاق والمرتزقة و لصوص البيت، انتصرنا بسواعدنا العارية، لم تكن خلفنا جماعة نسيرها لتدعمنا، ولا بلغنا مراكز القرار وطنيا، خلفنا فقط أنتم بعفويتكم وصدقكم وثقتكم الغالية، وثقة القيادة الوطنية التي احتضنت وآمنت بتجربة البناء و مسيرة الإصلاح.. ابتدأنا من الصفر بعدما تركها سلفنا خرابا، ومازلنا على العهد مستمرون في مسيرة البناء وفق ضوابط وقوانين الإتحاد العام للشغالين ووفق الأخلاق التي رسمها الرواد الصادقون ممن سبقونا.
اليوم نقف في منتصف الطريق، أمامنا حصيلة مشرفة، وأمامنا طريق شاق، فإما أن نواصل المسيرة معا وبنفس العزم واليقين والثقة، وإما أن نفسح المجال لتيار الردة ليعيثوا فسادا في البلاد والعباد.. المعركة ليست معركة إدريس ابلهاض ولن تكون معركته لوحده، فلا شيء شخصي.. المعركة هي معركة الحق و الباطل، معركة من أجل الشرعية في مواجهة الانفصال المقيت عن ثوابت النقابة والحزب، نحن نؤمن بالعمل التنظيمي ونشتغل من أجل تقوية رصيد النقابة وتدعيم الحزب في الاستحقاقات القادمة، بينما يسعى غيرنا للهدم وتقوبض البناء وتفريخ التنسيقيات المشبوهة والمحكومة بالفشل المحتوم خارج الشرعية بهدف إضعاف النقابة والحزب خدمة لأغراض شخصية وأنانية، لأن من تهمه مصلحة العمال ومصلحة المدينة لا يسعى لهدم الإطارات التي تدافع عن مصالح العمال، الأمور واضحة ولا تخفى إلا على جاهل أو متواطئ والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.
معركتنا الحقيقية هي ضد الفساد والإفساد والتدليس وعودة الارتزاق، لذلك من أجل قطع الطريق على عودة المرتزقة يجب كسب محطة انتخابات ممثلي المأجورين، وبعدها تتوالى المعارك لأجل المدينة والوطن.
لأجل فاس، ومستقبل فاس، نجدد أسفنا للحضيض الذي وصلته المدينة بعدما ورثها تجار الدين من شهبندر التجار.. المدينة تعيش وضعا كارثيا بكل المقاييس على مستوى جميع البنيات التحتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ضاقت فسحة العيش، وما التفشي السريع للعشوائية والقطاع غير المهيكل إلا دليل على حالة الإفلاس المركب. الإفلاس القيمي والأخلاقي والسياسي بكل المقاييس.
هي مناسبة لنعلنها صريحة عن وقوف النقابة خلف الحزب من أجل كسب رهان الوطن، حزب الاستقلال بتاريخه النضالي ورمزية انتماءه لجيل المحررين والمؤسسين، أثبت دائما أنه في صف الطبقة الشغيلة وداعم لاختياراتها محليا ووطنيا، محطة الاستحقاقات القادمة ستكون اختبارا حقيقيا للديمقراطية القائمة على البرامج والأهداف التنموية لا على الخطاب الأخلاقي المزيف الملفوف بالمكر والخديعة.. الجائحة عرت كل شيء، ووحدها القرارات والخطوات الملكية من أنقذت البلاد والعباد بعدما ظهر ارتباك الحكومة وارتجاليتها في تدبير كل الملفات العالقة، سنوات عجاف وزمن سياسي راكد واحتقان اجتماعي متصاعد وسقوط كلي لأقنعة مرتزقة الدين والأخلاق.. حزب الاستقلال ملزم بالتقاط الرسالة وقراءة الوضع بشكل جيد، هناك مسؤولية تاريخية وأخلاقية يتحملها الحزب من أجل إنقاذ البلد باعتباره الأكثر تنظيما وتمرساً وخبرة في تدبير الأزمات، لذلك نتمنى أن تلتقط القيادة الوطنية إشارات الشارع وحنينه لحنكة حزب الاستقلال في إدارة البلاد خلف التوجهات السامية لصاحب الجلالة الذي ما فتئ ينادي بضرورة التشبيب وتخليص العمل السياسي من الطفيليات والكائنات العبثية التي تجاوزها التاريخ ومنطق العصر ووعي الأجيال الحاضرة.
التحدي هو أن نكون أو لا نكون، هي معركة لأجل البناء والمستقبل ويجب أن نكسب رهانها..
قال تعالى :” كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” .. صدق الله العظيم وكل عيد عمال وأنتم صادقون في الموقف والقرار.
التعليقات مغلقة.