أيها السيدات والسادة؛
نرحب بالإعلاميات والإعلاميين في هذا اللقاء التواصلي حول الوضعية الوبائية لداء كورونا المستجد.
كما تعلمون، انتقل مرض كورونا المستجد -الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم كوفيد- 19 COVID – 19) (- من موطنه الأولي بالصين إلى ما يقارب ستين دولة من دول العالم، وأودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وبلغ عدد المصابين ما يقرب من تسعين ألف شخص عبر العالم ، وقد أخذت الحكومة المغربية احتمال انتقاله إلى وطننا على محمل الجد ، مما جعلها تتخذ العديد من الإجراءات الاحتياطية منذ الأيام الأولى لانتشار المرض، وكان على رأسها تنقيل أفراد الجالية المغربية بمدينة ووهان الصينية إلى أرض الوطن بأمر من صاحب الجلالة حفظه الله، وقد وُضِعوا تحت الحجر الصحي في كل من مستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري بالرباط، وقد انتهت بحمد الله فترة الحضانة، التي تبلغ 20 يوما ، دون ظهور أعراض هذا المرض على أحد منهم .
وعلى الرغم من تسجيل حالات متفرقة في بعض الدول المجاورة، إلا أن بلدنا والحمد لله لم تسجل فيها أي حالة لحد الساعة، مع التنويه بالاحتياطات الاحترازية التي شرع في العمل بها في مطارات وموانئ المملكة والمداخل البرية، وقد تم الاشتباه في 27 حالة لحد الآن، إلا أن التحاليل المخبرية كانت سلبية، وأظهرت خلوهم من مرض كورونا المستجد.
واغتنم هذه الفرصة لطمأنة جميع المواطنات والمواطنين أن الحكومة تراقب الوضع عن كثب، وتتابع بكل يقظة التطورات اليومية لانتشار هذا المرض، داخليا وخارجيا، عبر منظومة لليقظة والرصد الوبائي وطنيا وجهويا وإقليميا، وبتنسيق بين مختلف المتدخلين، وأنها اتخذت الاستعدادات للتصدي لانتشار هذا المرض، وكذا كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية والعلاجية اللازمة إذا ما ظهرت، لا قدر الله أي حالة مؤكدة.
أيها السيدات والسادة؛
ومن هنا فإن المعرفة الصحيحة بالمرض وطرق انتشاره، وبطرق التعامل مع الأشخاص المشتبه في إصابتهم أو المصابين ، من أهم الشروط لمقاومة انتشار هذا المرض، وبالتالي أدعو جميع المواطنات و المواطنين، وكذلك وسائل الإعلام الوطنية إلى الاطلاع على ما تنشره وزارة الصحة على موقعها الرسمي من معلومات وتوجيهات، ومشاهدة الملصقات والمطويات التي أعدت حول الموضوع ، وكذلك الفيديوهات التعليمية والوصلات السمعية البصرية، التي تهدف لشرح كيفية انتقال الفيروس، وما هي الاحتياطات الشخصية الواجب إتباعها من أجل الحد من انتشاره.
وأشير هنا إلى أن السلطات المختصة، قد وضعت رقما هاتفيا اقتصاديا رهن إشارة المواطنين من أجل الاتصال عند الحاجة وهو0801004747
وأمام غياب دواء لهذا المرض، وفي انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية في بعض الدول لإيجاد لقاح مضاد له، أذكّر أن الالتزام الصارم لكل مواطن بما تمليه السلطات الصحية من إجراءات احترازية ووقائية، بشكل فردي أو جماعي، شيء ضروري ومؤكد، وأؤكد أيضا أن أهمية وضرورة استشعار وتحمل كل مواطن لمسؤوليته الفردية هو السبيل للانتصار في معركة وقاية بلادنا من هذا المرض وتداعياته. فعلى المواطنين والمسؤولين وخاصة في المجال الصحي أن يرفعوا من درجة فعاليتهم وجاهزيتهم، وأخذ الاحتياطات الضرورية.
أيها السيدات والسادة؛
في الختام، أدعو جميع المواطنات والمواطنين إلى الحفاظ على الهدوء وتجنب مشاعر الخوف والهلع، والاستمرار في ممارسة أعمالهم وتنقلاتهم الاعتيادية دون أي تغيير، ما لم يصدر عكس ذلك من السلطات الصحية المختصة، مع الالتزام بقواعد الحيطة والحذر.
كما أدعو مختلف فعاليات المجتمع المدني إلى الإسهام في نشر الوعي وتأطير عموم المواطنين للتحلي بالسلوكيات الإيجابية والمناسبة للتعامل مع مثل هذه الوضعيات.
وأغتنم هذه المناسبة لأجدد التحذير من ترويج إشاعات أو معلومات مغلوطة أو أخبار غير مؤكدة عبر أي وسيلة كانت، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأؤكد مرة أخرى أن الأخبار حول الحالة الوبائية الوطنية يتم الإعلان عنها حصريا من طرف الجهات الصحية المختصة، وندعو أسرة الإعلام إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار وتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، والمساهمة في رفع الوعي لدى عموم المواطنين، وعدم نشر الأخبار غير المؤكدة والعناوين المفزعة لما لها من ضرر على الوطن والمواطنين، ولنا ثقة في أن يشارك الإعلام بمسؤولية في معركة التوعية بهذا الوباء وسبل الوقاية منه.
وأجدد التأكيد أن هذا اللقاء التواصلي يأتي في إطار الشفافية التامة للحكومة في هذا الموضوع، فليس لها مصلحة في إخفاء أي مستجد ونسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا ومواطنينا والإنسانية جمعاء من كل شر أو وباء.
التعليقات مغلقة.