بقلم الأستاذ زكي الشباني
لطالما رغبت في الإنتقام من الوقت.
الوقت الذي قتل شبابي و إقبالي على الحياة.
الوقت الذي أخذ أحبة لي و حطم قلبي.
كنت أعتقد أن الحل هو تضييع الوقت في الجلوس في المقهى مثلا.
قتله قبل أن يقتلني.
أو نسيانه و العيش دون التفكير في عقاربه التي تدور لطحننا كما يطحن الزيتون في الرحى.
كل هذا كان تفاهات.
الحل هو خلق شيء لا يخضع لتأثير الوقت.
شيء عابر للزمن.
الفراعنة عندما بنوا الأهرامات لم يفعلوا ذلك لدفن ملوكهم.
تلك كانت فقط ذريعة.
السبب الحقيقي هو تحدي الوقت بانجاز عمل عظيم و دائم، لا يستطيع الدهر أن يأكل عليه ولا أن يشرب.
شيء يخاطب وجدان الناس.
هذا ما فعله شعراء الجاهلية بقصائدهم الخالدة و بمعلقاتهم، تركوا أثرا لا يمحى في نفوس أجيال متعاقبة.
شيء يزيل بعضا من غشاوة الجهل عن أعيننا.
كان هذا و ما زال شغل العلماء و الباحثين.
مبرهنة فيتاغورس تدرس إلى الأن و لم تفقد بريقها و تبقى مصدر إلهام لتلاميذ العالم.
تفاحة نيوتن التي كانت سببا في فهم الجاذبية مشهورة عالميا.
ارخميدس قال أوريكا حين اكتشف قانون الطفو و ابهر العالم.
لذلك فالدولة التي تحترم نفسها تخصص ميزانية كبيرة للبحث العلمي و كل اكتشاف يكتب باسمها يعد فخرا لها و يدخل التاريخ.
التعليقات مغلقة.