أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

كيف تُهددّ “ثقافة السرعة” صحة مجتمعاتنا؟

بقلم الأستاذ محمد عيدني

تُسيطر “ثقافة السرعة” على تفاصيل حياتنا اليومية.

مُحدّدةً إيقاعنا وشكّلةً مُجتمعاتنا بشكلٍ جذري.

فمن عجلة العمل المُتسارعة إلى ضغط التكنولوجيا المُستمر.

نعيش في عالمٍ يُقدّر الإنجاز السريع على حساب الاستقرار النفسي والجسدي.

لكن هذا التوجه، الذي يبدو مُغرياً في ظاهره.

يُخفي تداعياتٍ خطيرة تهدد صحتنا ورفاهيتنا بشكلٍ مُقلق.

أولاً، تُعتبر ثقافة السرعة مُسبباً رئيسياً للتوتر والإجهاد المزمن.

فالضغوط المُستمرة لإنجاز المهام بسرعة تُرهق الجسم والعقل.

مُسببةً ارتفاعاً في ضغط الدم، زيادةً في معدلات ضربات القلب وأعراضاً جسدية ونفسية أخرى مثل الأرق، القلق، الاكتئاب، وانخفاض المناعة.

فقد أظهرت دراسات عديدة ارتباطاً وثيقاً بين الضغوط المهنية والأزمات الصحية.

مُشيرًةً إلى زيادةٍ ملحوظة في معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض النفسية في المُجتمعات التي تُعاني من ضغوط حياتية متزايدة.

ثانياً، تُؤثر ثقافة السرعة بشكلٍ سلبي على عاداتنا الغذائية.

فالافتقار للوقت يُدفع العديدين إلى الاستعانة بالأطعمة المُصنّعة السريعة التحضير.

والتي غالباً ما تكون فقيرة بالقيم الغذائية غنية بالدهون المشبعة والسُكريات والملح.

هذا يُسهم في زيادة معدلات السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المُزمنة.

كما أن تناول الوجبات بسرعة يُقلل من قدرة الجسم على هضم الطعام بشكلٍ صحيح

مما يؤدي إلى مشاكل هضمية مُختلفة.

ثالثاً، تُسهم ثقافة السرعة في زيادة معدلات الحوادث.

فالتسرّع في القيادة، أو التعامل مع الأجهزة بسرعة مفرطة.

يُزيد من احتمالية حدوث الأخطاء والحوادث.

مُسبباً إصاباتٍ جسدية خطيرة في بعض الأحيان.

كما أن الضغوط المُستمرة تُؤثر بشكلٍ سلبي على التركيز والانتباه.

مما يُزيد من فرص حدوث الأخطاء في مُختلف مُجالات الحياة.

رابعاً، تُؤثر ثقافة السرعة سلباً على العلاقات الاجتماعية.

فالانشغال المُستمر والضغوط الحياتية .

تُقلل من الوقت المُخصص للتواصل الاجتماعي والعلاقات الأسرية.

مما يُؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة و تدهور الصحة النفسية.

التعليقات مغلقة.