الحبيب عكي
من الاختلالات الخطيرة التي تعاني منها منظومتنا التربوية، غياب النموذج المعياري للمؤسسة التربوية وأهم مرافقها.. مكان تواجدها.. محيطها الخارجي.. إطارها البشري.. إلى غير ذلك، وبالتالي، فإذا بمؤسسة وسط الأحياء.. وأخرى خارجها وبعيدة عنها.. وإذا بمؤسسة في ساحة ذات امتداد أفقي.. وأخرى ذات الامتداد العمودي في عمارة.. وإذا بمؤسسة ذات سور يحميها وأخرى بدون سور ولا حماية 3 أو 4 عقود مضت.. وإذا بمؤسسة ذات حدائق وملاعب وقاعات وساحات وأدوات.. وأخرى قد تكون في مجرد مأرب مخنوق، خاصة إذا تعلق الأمر بكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم والتعليم الأولي قبل أن تتحول بعض مآربه الآن إلى داخل المؤسسات. وهكذا نملأ الفراغ بما كان وكيف ما كان لنجني بعدها نتيجة كل ذلك في الاضطراب والهشاشة ومؤسسات يؤثر عليها من طرف المحيط الخارجي بدل أن تؤثر هي عليه.. ومؤسسات تصنعها وتوجهها الظروف الاقتصادية والظواهر الاجتماعية بدل أن تصنعها هي وتوجهها؟.
التعليقات مغلقة.