لا أبالي..

فلتمضي..
و كأن القمر قد غاب لا أكثر..
و لتسعى إلى وجهتك المجهولة..
جر طيفك و امضي..
و احمل ذكراك أو دثرها بالأفراح..
فتغريد هنا يسمع.. بعد أن حرر النفس
من يابسها خريفك..
أكمل سيرك نحو المغيب..
و انثر الشعاع هنا و هناك وكفكف دمع الغيم..

و ارحل
فغروبك إشراق..
و من بين ثقوب لوحة دمعك الشوهاء..
يتسلل الضياء..

أجد الحياة جسرا يغري بالعبور..

فأعبر..
و أسكن مواطن الشمس..

فأحترق..و أختزل المسافة نحو النهاية..
فأمدد الأمل
..و أرصع نجوم ليلي بابتسامة وداد..
و أعقد صفقة صلح مع الغد
و أمضي..
و أسكن الحبر..فأجول العالم في دفاتر..

و أتوه..
فأهرب إلى حيث جمعت الأضداد..
أسكن الفجر..
فتستوطنني حيرتين..و أغتسل بدمعتين..

و تضيق بي المساحة بين لحظتين..
و أموت و أحيا اثنتين..
كجنون يختفي تارة..و تارة يبين..
كذكرى تضمحل..فيجمع شتاتها الحنين..

اكتبوني رسالة منسية..

و ارسلوها لوجهة خفية.
او انثروني في بحار الحياة القصية..
عل صوتي يتلاشى إذا ما الموج علا..
فتستحيل الكلمات زبدا..
تداعب من في الزبد فرحته اختزل..

فلا أبالي إن زبدا أصبحت أم رمال..
أم صحراء لا ترتوي بماء..
أم سرابا يغري بالاقتراب..
دعنا نقتسم الوجود معا..
فلا أبالي إن ظلالا كنت أم ضياء..
فلنشرب كأس الوجود معا
و لنشيع الشمس إلى حيث السكون..
و لنحتفي بنجوم تفاخر بانتصار خفي..
و لنرقص على أنقاض العدم..
فلنبحث عن معنى الوجود معا..و لنعش
في مملكة الحب المفقودة في صخب الأيام..

هاجر زغلول