أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

لا تحزن إن التاريخ و الحق معك

عبد الاله الجوهري

لا تحزن يا أخنوش و لا تحزني يا بنصالح، و يا من يساندهما و يسير في ظلهما، أو على نهجهما القويم، المقاطعون لا يفهمون معنى التمتع بنعمة الريع و المساندة و تنشيط التجارة وفق منطق السوق المفتوح على كل أنواع السلب و النهب دون حسيب أو رقيب.
لا تحزن يا من استوليت على املاك الغير، و يا من سرقت الملايير، و هربت خارج البلد، وعدت استجابة للشعار المأثور واللازمة المكررة في أجمل بلد بالعالم: “عفا الله عما سلف”. المطالبون بمحاسبتك لا يعرفون طرق السرقة و فن التدليس و الإرتشاء، لذا لهم الله و البحر ليشربوا من مائه المالح.
لا تحزن يا بلخياط و يامومو و يا رشيد شو، و باقي المسافرين مجانا، من برلمانيين وسياسيين و محظوظين، لتشجيع الفريق. المنتقدون الحاسدون الخائبون، لا يملكون أدنى غيرة على القميص الوطني، و لا يعرفون حلاوة السفر، والتمتع بجمال النساء والمباريات و الطقس و الخير العميم.
لا تحزن يا من يتجاوز/ة القانون، و يستولي على كعكعة رمضان الدرامية، و ينتج لنا أعمالا خالية من كل حس أو ذوق، اللهم ذوق بطعم الحموضة و القبح و عدم المسؤولية، فالجمهور المغربي لاذوق له إلا ذوق المزايدة و الوطنية الزائدة و الجدية المكتسبة من الأدبيات اليسارية البائدة.
لا تحزن يا منتج/ة السوليما، فمن حقك الإستيلاء على أموال الدعم، و استثمارها في العقار وشراء السيارات الفارهة. فلا حاجة لنا بالفن في بلد لازال فيه المواطن يصارع الزمن من أجل لقمة خبز و لحظات من العمر الهنية الصافية كمواطن معترف بمواطنته.
لا تحزن يا لاعب المنتخب الوطني، و قد وجدت نفسك ممثلا للمغرب في أكبر تظاهرة عالمية، فقط لأنك تنتمي لمدينة الرئيس المسير للجامعة الملكية، و الكل يعرف أنك تمارس في فريق من الدرجة الثانية بجمهورية ألمانيا الإتحادية، و فريقك مهدد بالنزول لأنه لا يعرف قيمتك الكروية و يرغمك طيلة الدوري على الجلوس فوق دكة الإحتياط، حتى عصعص وعشش العنكبوت عند قدميك،. منتقدوك و شاتموك لا يعرفون أنك يتيم الأب والأم و أنك بحاجة للمساندة المادية والمعنوية.
لا تحزن أيها الشعب المظلوم، فقد أبتليت بشعبويين يمارسون لعبة الكر و الفر بين الصفحات الزرقاء والجرائد الصفراء و المواقع المتهافتة، ويقدمون أنفسهم، دون أن يدرون، على أنهم عياشة من درجة فارس، عياشة يلبسون لكل موقف لبوس.
لاتحزن يا مواطن، لم يعد لك إلا المقاطعة كآخر سلاح للمواجهة، و لاتثق في من يركب صهوة القول الحكيم لإقناعك بضرورة التحلي بالجدية و الرزانة ، فهم يؤمنون إيمانا راسخا ” أن الوطن بخيراته لهم و الوطنية بمفاهيمها الأخلاقية لك..
لاتحزن لاتحزن لا تحزن يا وطني، إن التاريخ و الحق معك.

التعليقات مغلقة.