إعداد مبارك أجروض
هناك الكثير من الجدل حول فوائد الأسماك وقيمتها الغذائية وأنها أكثر فائدة من اللحوم الحمراء، في حين يعتقد البعض العكس وأن اللحوم أكثر فائدة، فلا يوجد شيئاً يمكن الاتفاق عليه، ولكن ما يجب عليك عمله هو أن تتناول كل أنواع الأطعمة باعتدال، في هذا التقرير نتعرف على كيف يمكن للحوم الحمراء والأسماك التأثير على صحتك بمرور الوقت.
الخبراء يرون أنه من المرجح أن تزيد اللحوم الحمراء المعالجة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الموت. لكن هل اللحوم والأسماك والدواجن غير المعالجة أقل ضررا ؟ هذا ما أجاب عنه بحث جديد، وكانت النتيجة أن الأسماك أفضل من اللحوم والدواجن بالنسبة لصحة القلب.
إن السمك يحمل فوائد عديدة لجسمك، فتناول الأسماك يعزز صحة القلب والشرايين، ويقي الدماغ من الأمراض، ويساعد في نزول الوزن! كل ذلك وأكثر فيما يلي. لقد أجمعت الدراسات على أن أكل السمك من 1-2 حصة على الاقل أسبوعياً يعود على جسم الانسان بالفائدة العظيمة، ويعد السمك من أفضل الأغذية البروتينة، فهو مصدر غني بالبروتين عالي الجودة قليل بالدهون. والسمك منجم للعديد من الفيتامينات والمعادن، مثل: الكالسيوم والفوسفور، والحديد والزنك واليود والمغنيسيوم، والبوتاسيوم. والأحماض الامينية والدهنية، الضرورية للحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الأمراض.
لقد أثبتت العديد من الدراسات وجود صلة بين استهلاك اللحوم المعالجة، مثل الهوت دوغ والنقانق، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والموت. وإن هذه العلاقة تفسر بارتفاع كمية الدهون المشبعة في هذه الأطعمة، إلى جانب ارتفاع مستوى الملح والمواد الحافظة. وقد أشارت الأبحاث الحديثة إلى أنه حتى كمية قليلة من هذه الأطعمة تكفي لتهديد الصحة. ولكن ماذا عن اللحوم الأخرى، مثل اللحوم الحمراء غير المعالجة أو الدواجن أو السمك؟ هل تؤثر على مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وطول العمر ؟
وكجواب قعن هذا التساؤل قامت مجموعة من العلماء من جامعة كورنيل في إيثاكا نيويورك، بإجراء تحليل لست دراسات حالية. وقد نشر التحليل المجمع في مجلة “جاما إنترناشيونال ميديسن”. إن الفريق تناول دراسات سابقة أجريت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بلغ مجموع المشاركين فيها 29682 من البالغين الذين لم يكن لديهم أمراض القلب والأوعية الدموية في الأساس. ولقد سجل الباحثون البيانات الغذائية للمشاركين بين 1985 و2002 كما تابعوهم سريريا لمدة ثلاثين عاما، حتى 31 غشت 2016. على مدى فترة المتابعة التي دامت 19 عاما، وسجلت 6963 حالة قلبية وعائية و8875 حالة موت بمختلف أسبابه. ومن بين الإصابات القلبية الوعائية 38.6% منها حالات الإصابة بأمراض القلب التاجية، و25% سكتة دماغية و34% فشل القلب.
كما وجد الباحثون أن تناول اللحوم المعالجة أو الحمراء غير المعالجة أو الدواجن كان مرتبطا بشكل كبير بأمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن حالة الأمراض القلبية الوعائية. في المقابل، لم يسبب تناول الأسماك نفس النتائج، وعلى وجه التحديد، تراوحت المخاطر النسبية المتزايدة للأمراض القلبية الوعائية والموت بمختلف أسبابه بين حوالي 3 و7%.. ولقد تبين أن تناول حصتين إضافيتين من اللحوم المعالجة في الأسبوع زاد من الخطر النسبي للموت بمختلف أسبابه بنسبة 3% مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها.
وتعادل الحصة الواحدة أربع أوقيات من اللحم الأحمر أو الدواجن غير المجهزة أو ثلاث أوقيات من الأسماك. وبالنسبة للحوم المعالجة، تتكون الحصة الواحدة من شريحتين من اللحم المقدد، وشريحتين صغيرتين من النقانق، أو قطعة هوت دوغ واحدة. وإن الأمر نفسه ينطبق على كل حصتين إضافيتين من اللحوم غير المعالجة. بعبارة أخرى، ارتفع الخطر النسبي للأمراض القلبية الوعائية بنسبة 7% لكل حصتين من اللحوم المعالجة أسبوعيا. وبالنسبة للحوم الحمراء غير المعالجة، كان هذا الخطر مرتفعا بنسبة 3%.
من جهة أخرى، ارتبطت زيادة حصتين في الأسبوع من الدواجن بارتفاع المخاطر النسبية بنسبة 4%، في حين لم يكن تناول الأسماك مرتبطا بمخاطر الأمراض القلبية الوعائية. وختمت الكاتبة بأن المؤلفين يرون أن النتائج التي توصل إليها البحث مهمة للصحة العامة، ولكن يلاحظون أنه من الضروري إجراء مزيد من البحوث لتعزيز النتائج.
بالإضافة إلى كل ما ذكر تجدر الإشارة إلى أن اللحوم الحمراء المعالجة والمعلبة والمحفوظة تعتبر بحق من مسببات السرطان من الدرجة الأولى المعروف بأنها تسبب سرطان القولون والمستقيم. فوفقًا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإن تناول أكثر من 28 غراما من اللحوم الحمراء أسبوعيًا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حيث ثبت أنه يتسبب في تلف بطانة الأمعاء، وترفع درجة الخطورة أيضًا إذا طُبخت اللحوم في درجة حرارة مرتفعة، نظرًا لأن الأطعمة المتفحمة تحتوي على مركبات مسببة للسرطان.
إن أهم فوائد السمك للجسم عديدة صحية جسم الإنسان، فهي تعزز نمو وعمل الدماغ والخلايا العصبية.. كما توفر الأسماك الاوميغا3 والاحماض الدهنية الاساسية والمعادن الضرورية لنمو الاعصاب والدماغ في الجنين اذا ما تم تناوله من قبل الحامل، ويضمن التطور العقلي والبصري السليم، ولقد جدت بعض الدراسات علاقة ما بين تناول الاوميغا3 وتقليل خطر الاصابة بكل من الاكتئاب، والخرف ومرض الزهايمر، إن الاوميغا3 والاحماض الدهنية في السمك تلعب دور كبير وأساسي لتعزيز عمل النواقل العصبية، وزيادة الذاكرة والتركيز والعمليات العقلية المختلفة.. إن تناول كبار السن للسمك والمأكولات البحرية مرة على الاقل أسبوعياً يقلل من خطر إصابتهم بالزهايمر والخرف، ووجد أن من يتناولون الاسماك بانتظام، كانت معدلات الاصابة بالاكتئاب لديهم أقل من غيرهم.
إن محتوى السمك العالي من الاحماض الدهنية الاساسية يجعل له دوراً هاماً في الحفاظ على صحة القلب والاوعية الدموية، وخفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية. لأن للسمك القدرة على مكافحة الالتهابات التي قد تصيب الشرايين والاوعية الدموية والحد من تجلط الدم كما يخفض نسبة الدهون والكولسترول الضار في الدم LDLوهو يوفر السيطرة على معدلات ضغط الدم ويحسين مرونة الأوعية الدموية ويقلل من خطر الاصابة بالالتهابات وخاصة التهابات المفاصل كما أنه يخفف من أعراض الالتهاب الروماتويدي وأمراض المناعة الذاتية والصدفية.
ولقد ربطت بعض نتائج الأبحاث تناول الأحماض الدهنية أوميغا3 بتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات وبنسب عالية، خاصة سرطانات الجهاز الهضمي والفم والمريء، والقولون والبروستاتا والمبيضين.. كما وجد بأن الاطفال الذين يتناولون كمية من السمك اعلى من غيرهم، كانت فرص اصابتهم بالربو وتطوير أعراضه أقل من غيرهم بالإضافة الى أن تناول مرضى السكري للسمك يساعدهم في الحفاظ على معدلات سكر طبيعية، فقد وجدت الدراسات علاقة تربط بين تناول مصادر الاحماض الدهنية الاساسية، أوميغا3، وتقليل خطر الاصابة بالسكري… اذاً، فتناول الأسماك والمأكولات البحرية له دور إيجابي لمرضى السكري وللوقاية منه.
التعليقات مغلقة.