أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فاطمة : لقد خسرت كل شيء بعد ان كنت مقبلة على الزواج…

هارون الواقدي/ اليمن

انا فتاة عمري20 عاما، طالبة ، مشكلتي تكمن في أنه لم يتقدم لي أحد حتى الآن، أعلم بأنني لا زلت في مقتبل العمر، وبأن هناك فرصاً عديدة ربما لم تأت بعد.
تقول: فاطمة اسم مستعار’ بمجرد أن بلغت السابعة عشر من عمري أي قبل عامين او أكثر ، تم عقد قراني على ابن عمي حمدي وبقينا مخطوببن…
حمدي اكبر مني باربع سنوات بعد ان تخرج من الجامعة’حتى بادر بطلب الزواج مني…
والدي والجميع كان يريد ذلك ، فأنا أصبحت فتاة بالغة و لم يكن من الممكن بقائي..
عدا عن ذلك ، فإن حمدي يحبني بجنون ولا يمكن ان يتخلى عني…
تقول فاطمة: غادرت غرفت أمي و اتجهت إلى غرفتي ، حيث ارتديت فستاني الجديد الرائع  و الذي أضطر والدي لشرائه لي رغم ارتفاع ثمنه ، فقط لأنني مقبلة على حياة جديدة! وفي الساعة التاسعة مساءا والقصف اطال منزلنا… إنّ أبي، قد أصابه فشل كلوي، بعد ان رأى تشوه جسدي ووجهي، فظلّ يبكي طوال الليل حتى أصبح لليوم الثاني، وأخذه أصحابه للمستشفى لتلقي العلاج… لكنه قبل وصوله للمستشفى فارق الحياة.
 لكنّ حمدي ابن عمي حين رأى تشوه في جسدي ووجهي ولعله لم يبكِ، حين قُصف منزلنا في إحدى البيوت في شارع الخمسين شرقي الحديدة منذ عامين، لكنه ترك المدينة ولم ادري اين ذهب لعله يرجع لكن دون جدوى
بحثت عنه  بكل الوسائل، لكن لا أخبار عنه. ومع شُحّ الأقرباء والمعارف فقدت الأملَ تدريجياً في الوصول إليه.
شيماء، صديقة فاطمة الاسم المستعار، تزورها باستمرار، وتحاول التخفيف عنها ما استطاعت، وتصف حالتها بحذرٍ ‘تدفع مصاريف العيش، مما تجنيه من عملها في خدمة البيوت، وتحاول أقصى ما استطاعت أن تدفع فاطمة على الاستمرار، لكن. فاطمة الاسم المستعار ترفض الاستجابة، تنطوي على نفسها، لا تتحدث إلا بعلاج جسدها، تخدم أخوانها بالحد الأدنى من الكلام، وتشرد وفي عينها دمعة لباقي الوقت».
شيماء.  التي تكفلت بكل شيء، حتى بالوصول إلى المنظمات والهيئات، تُظهر صلابة غير عادية في دعم صديقتها، وتتحدث بقلب  الحنون عن الأطفال: «اعتادوا على عدم الخروج، واللعب داخل الغرفة” ندى”اختي ذات تسع سنوات تسير على رؤوس أصابعها بسبب تقرحات مزمنة في أقدامها، احمد “الخمس سنوات ظهر عليه نقص التغذية وتنزف أذنه باستمرار نتيجة ضغط القصف الرعب الذي تعرض له حين قُصف منزلهم في الحي، ولا مدارس للطفلتين ولا مشافٍ لعدم توفر الامكانيات»
دأبت فاطمة منذ الحادثة على محاولة علاج جسدها، وفي كل مرة تفشل كانت تحاول وحين أدركت أن لا علاج يعيدها إلى سابق عهدها، انكفأت على نفسها واخوانها، ولم تعد تهتم بما هو خارج البيت؛ تخرج برفقة اختها فقط وعند الضرورة.
مؤخراً عادت الحياة لعينيها، حين عرضت عليها إحدى الجمعيات الخيرية لتلقي العلاج في مستشفى الجمهوري بصنعاء، وهناك أخبرها الطبيب أن العلاج سيكتفي ببعض الحروق العميقة، ولن يعيد لها نضارة جسدها، لأن ذلك يحتاج لعمليات تجميل كلفتها باهظة، ألحّ عليها، فخلعت حجابها، وكشفت عن صدرها: وقالت”أنا سوف ضل كل عمري هكذا!! لقد خسرت حياتي وسعادتي فأنا فتاة عزباء لم اتزوج!
لقد أحست بالعجز الكامل أمام  التي فقدت ثقتها بالناس، بعد ان تخلى عنها ابن عمها فاستعانت بشماء المواظبة على محاولات تحسين أوضاع العائلة ككل، لعل ذلك يخفف قليلاً عنها، وبعد إدخال احمد وندى إلى المدرسة هدأت فاطمة، وعادت تتقبل الحديث القدر المكتوب له التي اقتنصت الوقت المناسب لتسأل نفسها عن هذا الإصرار على إعادة جسدها، بعد أن تركها خطيبها واختفى؟
تقول أعلم بأن الزواج رزق بيد الله، وأن كل نفس لا ترحل من هذه الدنيا إلا وهي مستوفية كامل رزقها، لكن بصراحة فكرة أنه لم يتقدم أحد لخبطتي أصبحت تؤرقني كثيرا وتثير مخاوفي وتشغل بالي ليل نهار، ومستواي الدراسي تراجع، فقمت بالاعتذار العام الماضي عن الدراسة، خاصة بأن جميع صديقاتي قد تزوجن!.

التعليقات مغلقة.