يزداد الوضع سوءاً فى دولة “السودان” الشقيق، حيث اندلعت مواجهات مسلحة ونشبت حرب بمختلف الاسلحة، وهو ما خلف مئات القتلى والجرحى، مع ما أفرزه من انهيار سريع ومخيف لمستوى الخدمات الطبية والتموين الغذائي، وإجلاء للدبلوماسين وممثلي السفارات العربية والاجنبية، إضافة إلى حدوث موجة نزوح كبيرة من مناطق المواجهات المسلحة.
كل ذلك في ظرف أسبوعين فقط من اندلاع المواجهات المسلحة، فكيف سيغدوا الحال ووضع السودان وأبنائه اذا استمرت الحرب شهور وسنوات؟
السودان بلد النيل، البقعة الخضراء في وطننا العربي الكبير، اندلعت فيه نيران الفتنة، والحرب والاقتتال، والآن يحترق ونار الحرب ستبتلع كل ما فيه اذا لم تتوقف تلك المواجهات المسلحة، وذلكم الدمار والخراب على بلد يسيل لعاب دول أجنبية لطالما اشتهت التدخل بشؤون السودان وارض وقرار السودان.
وفي ظل تكالب عدائي دفين وقديم من أعداء الاسلام والمسلمين لدمار بلدان العرب والمسلمين.
بعيداً عن تداعيات وأسباب اندلاع الحرب في السودان، فإني وبدوافع الأخوة والدين والعروبة، أصرخ بأعلى صوتي مخاطباً الشعب السوداني الشقيق، احذروا ثم احذروا أن تكونوا وقوداً للحرب، وقفوا مع المؤسسة العسكرية وجيش السودان، وخذوا العبرة مما حدث ويحدث في بلدنا نحن اليمنيين.
فوالله إن الأمر يتكرر لديكم: بل ستكون هنالك تبعات على أبناء السودان وعلي مستقبل السودان، بل إن ما يحدث الآن ليس خلافا سياسياً بين قوي حزبية أو سياسية نتج عنه الحرب، بل حرب خالية من أي تفاوض سياسي أو مرجعية حزبية مدنية تؤمن بالحلول والتسويات السياسية.
وهذا هو الوضع الذي يقلق فعلاً، بأن تغرق السودان في مستنقع الحرب وتتحول الي صومال آخر، ويدفع شعب السودان فاتورة باهضة من حياة وامن واستقرار ومستقبل ابنائه.
يأتي هذا التخوف من كون القوي السياسية والحزبية المعارضة في السودان لا تتصدر المشهد حالياً، بل تتصدر المشهد أطراف مسلحة لا تجيد العمل السياسي بقدر اندفاعها وقدرتها علي الحرب والاقتتال. فالجيش السوداني بأمس الحاجه إلى أن تسانده قوي سياسية حزبية مؤثرة.
فالحرب والمواجهات المسلحة وحدهما لايكفيان .
فيا شعب السودان الشقيق، لاتقعوا بالفخ الذي وقعنا نحن اليمنيين به، ولا تدعوا اغراءات المتمردين تاخذكم لخنادق سنوات الحرب والمجاعة والضياع.
حفظ الله السودان وشعب السودان
التعليقات مغلقة.