لن ندخل الجزائر، ولن نشارك في “الشان”، إلا عبر رحلة مباشرة من عاصمة المملكة، وبناقل الخطوط الملكية المغربية، الراعي الرسمي للمنتخبات الوطنية…، هكذا كان مضمون الرسالة التي أبرقت بها الجامعة إلى الكاف…، والتي حولتها، هذه الأخيرة، إلى السلطات العسكرية بالجزائر…
طال صبر الكاف…، لا من مجيب…، تدخل موتسيبي، بحكمته، بمشروعه، بجنسيته، وبأمله…، لكنه لم يفهم، إلا متأخرا، أن العكسر لا يتحاور، لا يجيب على الرسائل…، إنه يعرف لغة أخرى، بمضمون آخر، تكفلت صحافة المجاري المقربة منه من تصريفها ومنذ أيام خلت…
عول “موتسيبي” على الحكمة وعلى العقل وعلى المنطق، وهل يُبحث عنها لدى مرتدي الأحذية الثقيلة، الذين لا يعرفون سوى لغة العنف، والمنع…
راهن “موتسيبي” على “الأفريقانية”، وصورتها، لكنه نسي أن العسكر قضى عليها منذ زمن عبر رشوة القادة، وزرع الفرقة، وإدامة النزاع، والترويج للإرهاب…
تحمس “موتسيبي” للروح الرياضية ولمنجز المغرب في قطر…، ولم يكن يعي أن هذه النقطة تستفز الآخر.
صدق “موتسيبي” أن كبيرهم صفق لنا في قطر…، لكن لا أحد صدق الحكاية، لأن الذي يتحدث عن الحرب ويدق طبولها، لا يعرف معنى للسلام، ولا للفرح، ولا للفرجة…
استعان “موتسيبي” ب”أنفنتينو”، لكن العسكر لا يعرف معنى “الشفاعة”…، لا يميز بين الرياضة والسياسة، لا يريد أن يعامل المغرب كباقي بلدان أفريقيا المشاركة، يريد إدامة التهور في إصدار قرار قطع العلاقات وإغلاق الأجواء، لا يريد أن يفتح قوس استثناء لها…؛ فانتصر العناد، وانتصر العسكر، وانتصر العداء الفاضح…؛ وشهد العالم كله على ذلك، ففهموا أن لنا جارا ليس له مثيل ولا قبيل…
“موتسيبي”، يريد أن يتحاور مع السلطات الكرغولية، لحل الإشكال…، فغُيب رئيس “الفاف” (الاتحادية الجزائرية) عن مجالسته، وأجلس مع رئيس الدولة، ورئيس الأركان…؛ لم يفهم “موتسيبي” مع من يجلس؟ ولماذا يجلس؟ ولأي غاية يجلس مع هؤلاء…؟”؛ إنه ليس في الجزائر لبيع الأسلحة، ولا لعقد تحالف عسكري، ولا لمنح هبة لميلشيا بن بطوش…، إنه يريد فقط أن يناقش الكرة، ولا شيء غير الكرة…، لكن هيهات هيهات…، إن أنف العسكر في كل شيء…، من الدبابة إلى أنفاس الجزائريين ومعاشهم…
مع ذلك، ورغم كل ذلك، المغرب عازم على المشاركة؛ أليس بطلا للنسختين الأخيرتين…!!!، أليس المغرب هو الذي أنقد هذه المسابقة التي لا تعترف بها “الفيفا” من الأفول، أشبال المنتخب بزيهم الموحد في القاعة الشرفية، والطائرة في مدرجها على أهبة الإقلاع، وقبل ذلك مراسلة رسمية في الموضوع تتضمن المعطيات التقنية للرحلة، طال الانتظار، وعوض أن تطير طائرةالأشبال، سيستقبل مدرج مطار سلا الدولي، طائرة الرئيسين، الفيفا والكاف، ليعاينا الصورة…
مؤسف، كما قال “سي فوزي”…أن تمنع بلدا من مشاركة في تظاهرة رياضية…، ونحن لا زلنا في حلم قطر، في حلم محبة العالم لنا، في تضامن الجميع مع إنجازنا… باستثناء الذين في قلوبهم مرض…، نسأل الله لهم الشفاء…
كلام ديبلوماسي من “موتسيبي” في حق بلادنا، شهادة أخرى تنضاف إلى مسيرتنا، وللعمل الكبير الذي تقوم به الجهات المشرفة… .
انتهى الكلام…يغادر الشبان عبر حافلة للنقل الرياضي، والتي لا يملك العسكر مثيلا لها، يعودون من حيث أتوا…، حسرة بادية على الوجوه، لأنهم لم يفهموا شيئا…، أليست الكرة…، لهو ولعب…، وفرجة وفرح…، وروح رياضية…، وتباري نظيف…، ماذا بقي من كل هذا؟، بعد أن دنسه العسكر بالسياسة العقيمة، والتدبير السيئ، والمزاج العكر، والرعونة الرعناء…
لكن لماذا تحمس هؤلاء الشباب للعودة إلى بلاد العجائب؟ ألم يهانوا هناك، قبل ذلك؟ ألم يعنفوا قبل ذلك؟ ألم يسمعوا من الشتائم ومن الإساءة إلى رموزهم الوطنية والدينية، ما تأنف الألسن عن التلفظ به، والآذان عن سماعه؟…، أجاب أحد الظرفاء، إن عودتهم كانت فقط لأكل “الميلفاي” العجيبة، واللعب في ملعب يحمل اسم ثوري عشق الحرية…، في بلد تُقمع فيها الحرية، ويُهجر ويُسجن فيها الثوار…، ولكن في المقابل تحتفي بجماجم المجرمين، حفاظاعلى الذاكرة…؛ أية ذاكرة، وأي تاريخ؟؟؟
التعليقات مغلقة.