الإعلامي المتخصص "م-ع"
رجوعا لما تعرض له البرلماني ورئيس لجنة الاستثمار بجماعة فاس، ونائب العمدة بها، والمستثمر ورجل الأعمال، عبد العزيز اللبار، من منع من حضور اجتماع استثماري، وفي تفاعلات ما أعقب الخبر، نتساءل لماذا لزم مجلس النواب الصمت في تعرض أحد أعضائه للمنع من الحضور في اجتماع متعلق بالاستثمار؟، ألا يشكل ذلك إهانة لهاته المؤسسة النيابية وللدستور وللقانون؟ والثاني موجه لجماعة فاس، لم لم يحرك مجلس جماعة فاس ساكنا إزاء الإهانة التي تعرض لها نائب العمدة ورئيس لجنة الاستثمار بالمجلس؟ ولم بلع حزب الأصالة والمعاصرة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا لسانه، ولم يكلف نفسه عناء إصدار بيان تضامني مع أحد مناضليه على الأقل، بدون أن نقول تنديدي بهذا الفعل اللادستوري واللاقانوني الذي استهدف أحد كوادر الحزب الأساسية؟
لماذا صمت البرلمان أمام الإهانة التي تعرض لها أحد نوابه
الفصل 64 من دستور المملكة المغربية لسنة 2011 اعتبر أنه “لا يمكن متابعة أي عضو من أعضاء البرلمان ولا البحث عنه ولا إلقاء القبض عليه ولا اعتقاله ولا محاكمته بمناسبة إبدائه لرأي أو قيامه بتصويت خلال مزاولته لمهامه ما عدا إذا كان الرأي المعبر عنه يجادل في النظام الملكي أو الدين الإسلامي أو يتضمن ما يخل بالاحترام الواجب للملك”.
اعتمادنا هذا المدخل القانوني هو من باب التأكيد على أهمية ودور ممثلي الأمة، وحث القانون على تسهيل ممارسة هذا الممثل لعمله الدستوري والتمثيلي وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا بالتنسيق مع كافة القنوات التدبيرية الأخرى بما يخلق ترافعا جماعيا على ملفات التنمية، وحضورا فاعلا على مستوى كافة الأنشطة التدبيرية باعتباره ممثل للبرلمان بمجلسيه داخل هاته الهياكل التدبيرية وتسهيل مهامه بما يخدم التنمية والتنمية المستدامة، وهو ما تم تعطيله من قبل والي جهة فاس مكناس، وهو ما يشكل إهانة لهاته المؤسسة التشريعية الدستورية وللدستور نفسه، فكان على هاته المؤسسة أن تدافع ليس عن النائب “عبد العزيز اللبار” ولكن عن المؤسسة نفسها وعن الدستور والقانون.
إن المشرع أعطى صلاحيات كبيرة لهاته المؤسسة ومد يدها الطولى للعمل عبر لجان التقصي والمتابعة لكافة التدابير التفصيلية للشأن المحلي والإقليمي والجهوي والوطني، باعتبار ذلك يدخل في سياق اختصاصاتها، وهو ما تم الدوس عليه، ومن خلال ذلك الدوس على هيبة مجلس النواب المغربي.
المطلوب من مجلس النواب أن يخرج من قوقعته وأن يندد بما حصل من إهانة وجهت له كمؤسسة دستورية، أم أن هناك معطلة أسمى تحول دون اتخاذ هذا الموقف؟
التعليقات مغلقة.