لماذا نتزوج؟

الزواج ليس مجرد عقد اجتماعي أو ديني، بل هو ظاهرة إنسانية عميقة الجذور تتعدد أبعادها وتتنوع دوافعها حسب الأفراد والمجتمعات. فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يسعى إلى الارتباط والاستقرار، ومن هنا تنبع الرغبة في الزواج باعتباره وسيلة لإشباع حاجته إلى المودة والسكينة والانتماء.

في الجانب الديني يشكل الزواج إطاراً شرعياً ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة ويضمن الاستمرارية الأخلاقية للمجتمع، كما أنه يوفر بيئة مناسبة لتربية الأبناء على القيم والمبادئ.

أما من الناحية النفسية، فالعلاقة الزوجية تمنح الإنسان شعوراً بالأمان العاطفي وتخفف من وطأة الوحدة وتساعده على مواجهة تحديات الحياة برفقة شريك يشاركه الأحلام والطموحات والهموم. اجتماعياً يساهم الزواج في بناء مجتمع متوازن ومستقر عبر خلق أسر مترابطة تتقاسم المسؤوليات وتُربي أجيالاً قادرة على الاندماج في النسيج الاجتماعي بشكل سليم. ولا يمكن إغفال البعد الاقتصادي، حيث إن الزواج يمثل نوعاً من الشراكة التي تسهم في تدبير الموارد وتوزيع الأدوار وتحقيق الاستقرار المالي. إن الزواج في نهاية المطاف اختيار شخصي ينبني على الوعي والرغبة والنضج، ويختلف دافعه من شخص لآخر، لكنه يظل في كل الأحوال مؤسسة إنسانية نبيلة تستحق أن تُبنى على أسس من الاحترام والتفاهم والتعاون