لنجعل من فوز المنتخب الجزائري صدقة جارية للنظام الجزائري، بعد سلسلة الهزائم المتتالية و الصفعات المتوالية

ذ: الونسعيدي بدر الدين

فاز المنتخب الجزائري على نظيره المغربي بفضل ركلات الحظ فقط، وفي ربع النهاية أيضا، ثم فاز على قطر في الوقت الميت، وفي نصف النهاية أيضا، فخرج النظام الجزائري الفاشل و كابراناته لصرف الأنظار عن فشلهم وهزائمهم، بتقديم التبريكات والتباهي بالانتصار و الافراط في الاحتفالات، وكأنهم فازوا في معركة من معارك التنمية أو معركة حربية، ذلك لا يستدعي الاستغراب أو اللوم على ردة الفعل هذه ، لأن النظام العسكري يعي جيدا ما يفعل، ويستغل اللحظة أحسن استغلال لتمويه الشعب ودغدغة عواطفه للهروب من الحقيقة ونسيان الواقع المعيش الصعب.

الأكيد أن النظام الجزائري استغل الفرصة الكروية لتغذية وتأجيج الصراع وإشهار ذلك الحقد الدفين تجاه المغرب وإصراره على إقحام الشعب الجزائري الشقيق في ذلك، الانتشاء بهذا الفوز يثبت بالملموس أن المغرب شوكة مغروسة في حلق النظام الجزائري و عقدة أبدية لن تزول، بل تزداد تغلغلا كلما ازدادت انتصارات المغرب الدبلوماسية والاقتصادية ، آنذاك يشتد ويضيق الخناق على النظام الفاشل ويزداد سعاره، ويتم البحث عن الذرائع الواهية لتبرير فشله وتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج وخلق أزمات أخرى من حين لآخر، لأنه ينتعش في خلق الخلافات مع المغرب للاستمرار في استحمار الشعب الجزائري واستنزاف خيراته باسم الخلاف مع المغرب وذلك بدعم المرتزقة.

و الأكيد أيضا أن هذا النظام علق شماعة الكأس للتغطية على فشله في الداخل وفي كل مناحي الحياة التي تهم المواطن الجزائري، وتبرير كل الخيبات التي يؤدي ثمنها المواطن الجزائري، فهو مصدر للإزعاج وسبب لجميع المصائب التي تلحق بالجزائر، كما يسوق للتمويه والتنصل من مسؤولياته تجاه شعبه ومطالبه الملحة خاصة الاجتماعية منها و ضمان الحريات.

بالعكس إننا لم نخسر اللقاء بل ربحنا فريقا وطنيا بلاعبين أبانوا على روح قتالية ورياضية عالية، وربحنا أيضا تلاحم الشعب المغربي داخليا و خارجيا، والذي أبان على غيرة و روح وطنية عالية، في المقابل فالمباراة أماطت اللثام عن بعض خونة الداخل والخارج، وعرت عورة بعض الانتهازيين الذين يأكلون الغلة ويسبون الملة والوطن، ما يستدعي الردع والحزم بإعادة النظر في الطريقة المناسبة للتعامل معهم مستقبلا، لأن سياسة الوجهين والكيل بمكيالين لم تعد تنفع، فمغرب اليوم لم يعد مغرب الأمس.

لنجعل فوز الجزائر صدقة جارية من الشعبين المغربي والقطري للنظام الجزائري البائس، الذي لم يفرح منذ عدة سنوات، بعد سنوات متتالية من الانتكاسات الدبلوماسية وبعد سلسلة من الصفعات المتوالية التي تلقاها ويتلقاها نظام الثنائي تبون و شنقريحة، ومن يدور في فلكهم من الجنرالات من حين لآخر، حتى وصلت حد تبول شنقريحة في سرواله، مع توالي الهزائم الاقتصادية وغليان الشارع الجزائري جراء تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بسبب قلة وانعدام المواد الأساسية وتفشي البطالة بأرقام مهولة، هذا الفوز هدية للكابرانات للتنفيس من ضغط ومطالب الشارع ونسيان الهزائم والخيبات التي تلاحقهم دائما، لكي يهدأ نظام طبون قليلا ويقل نباحه، ويكبح سعاره، كي لا يجن ويفقد صوابه يوما ما ويصبح على أفعاله نادما .

خسرنا المباراة فقط ولم نخسر المعارك، معارك التنمية والتقدم والازدهار و العلاقات الدبلوماسية واحترام الأمم،أما التأهل أو الفوز بمباراة في كرة القدم فهو لن يغير من الواقع في شيء فهي مجرد لعبة وستنتهي اللعبة وسيبقى المغرب شوكة أبدية في حلق الكابرانات.