للباحث الحسن اعب
قبل أن نتحدث عن النقوش فتازناخت تقع في الجنوب الشرقي من المغرب فهي نقطة التقاء الأطلس الكبير بالصغير ويحدها شرقا إقليم زاگورة وغربا تاليوين بإقليم تارودانت وشمال امرزگان وجنوبا إقليم طاطا.
لقد ساعد هدا الموقع الجغرافي الهام منطقة تازناخت في ظهور عدة ثقافات شعبية الامازيغية اليهودية الامازيغية والإفريقية والإسلامية وتمتاز تازناخت كغيرها من قبائل شمال إفريقيا بثرتها الغني وبتعدد ثقافاتها .والشيء الدي يبين لنا اقدمية المنطقة هي النقوش الصخرية المتواجدة بجبل تفري وبالذات بجبل احرضان الدي يتوسط بين اسرسا وتازناخت القصبة
وحسب المتخصصين في مجال هده النقوش. ..ان النقوش التي توجد بمنطقة تازناخت وخاصة التي تقع بجبل احرضان بتيفري تعود حسب الاركلوجيين والباحثين الى العصر الحجري الأول.والدليل على اقدمية هده المنطقة هي كون هده النقوشات الصخرية تضم مجموعة كبيرة من الحيوانات التي انقرضت اضف الى دلك خط او الكتابة الامازيغية القديمة.ان بعض الأبحاث لاحظت التشابه بين النقوش الحجرية في قارات مختلفة، في حين أنه من المتوقع أن يكون تأثر الشعوب بالشعوب المجاورة له مباشرة، وهو ما لم يجدوا له تفسير أيضاً. وإن كان يمكن تفسيرها على أن نوع من الهجرات الواسعة في تلك العصور السحيقة.
ومن التفسيرات المثيرة للجدل، أن هناك احدى النظريات ترجع سبب التشابه بين النقوش الحجرية عبر القارات إلي الجينات المتوارثة في العقل البشري. بينما ترجعها بعض النظريات، على أنها رسمت بواسطة كهنة أو سحرة في حالة لا وعي تحت تأثير مواد مخدرة طبيعية. وتعتمد النظرية الأخيرة على العلاقة بين الكهنة والرسومات الحجرية في صحراء كالهاري والتي تظهر الارتباط الشديد بين هذه الرسوم والمعتقدات الدينية في تلك المنطقة.
ان منطقة تازناخت قديمة من حيث نقوشها الصخرية والتي حسب اغلب الباحثين ان هده النقوش لها ارتباط وثيق بالحلي الامازيغي وكدلك برسومات الزربية الواوزكيتية القديمة.وتوجد هده النقوش في مناطق مختلفة من تازناخت الكبرى..جبل تيفري الدي يربط بين تازناخت الديمة واسرسا..وجبل امسينگ الدي يوجد شمال تازناخت ثم في جبل اشبشيد الدي يوجد في شرق تازناخت..هناك ادا اصناف مختلفة من هده النقوش منها مايدل على الطبيعة كالشمس مثلا والنجوم والقمر الى غير دلك وهناك صنف تان..تدل على الصحراء ومافيها من حيوانات كالاسد والنمر والتيس والجمل والفرس الى غير دلك.
بالاضافة الى مايمثل الحروب كالقوس اما الصنف الاخر فيجسد الكتابة الامازيغية القديمة تيفيناغ. ان ما يثير انتباه الباحث في مجال النقوش الصخرية كموضوع للبحث التاريخي هو قلة و ندرة المادة المصدرية التي تعالج الموضوع .
تكمن الأهمية التي يقدمها البحت في النقوش الصخرية ما تقدمه من حقائق تاريخية دقيقة علمية لارتباطه اكثر بعلم الآثار و تقنية البحث و التحليل الأثري .
كل هده المؤشرات تدل على ان منطقة تازناخت الكبرى باقليم ورزازات بالمغرب قديمة جدا..
ملاحظة..هدا الموضوع اخد عن طريق بحث ميداني قام به المتخصصون في مجال النقوش الصخرية والدين ينتمون الى جامعة ابن زهر باكادير في سنة 2019 على اثر بحث قامت بها الطالبة نعيمة بايوب حيث نالت شهادة الماستر من خلال نقوش جبل تيفري بتازناخت بنفس السنة.
التعليقات مغلقة.