أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

  (لوفيغارو) :المغرب يبرز كقوة تعدينية جديدة في سباق المعادن الاستراتيجية 

جريدة أصوات

في عمق جبال الأطلس الكبير ، تتكشف فصول جديدة من طموحات المغرب الخضراء، حيث تستثمر مجموعة مناجم التعدينية المغربية في أحدث التقنيات لاستغلال وتحويل المعادن الاستراتيجية.

وأوردت صحيفة ”لوفيغارو”، في ربورتاج عن الموضوع، اليوم الأحد فاتح يونيو، إن المجموعة العملاقة التعدينية، تقدم نفسها كبديل للقوة الصينية المتنامية في إفريقيا، ساعيًة لتعزيز مكانة المغرب على خريطة المعادن العالمية.

ويضيف المنبر، أنه في قلب منجم الكوبالت بو وازار، الواقع على بعد 120 كيلومترًا جنوب ورزازات، تبدأ الرحلة إلى باطن الأرض. تهوي القفص المعدني، الذي أرهقته عقود من الخدمة، ببطء وصوت صرير، حاملًا خمسة رجال متكدسين في مساحة لا تتجاوز مترًا مربعًا. تخترق أضواء المصابيح الأمامية الظلام الدامس، ومع سرعة 10 كيلومترات في الساعة، تبدو عملية الهبوط لا نهاية لها. تهتز الجدران الحديدية، وتنسد الأذان، وتنتشر رائحة الصخور الرطبة. بعد ثلاث دقائق، يصلون إلى عمق 500 متر تحت الأرض، إلى المستوى الأخير من منجم الكوبالت، المتوغل في قلب جبال الأطلس الكبير.

يقول فريد الحمداوي، مدير أنشطة المنجم، للصحيفة الفرنسية: “في ألمانيا، يحشرون 50 شخصًا في قفص، مع دافع لحشرهم”. ينفتح القفص على ممر يبلغ ارتفاعه 1.80 مترًا، تضيئه أنبوب نيون متوهج. تبلغ درجة الحرارة 25 درجة مئوية، وهي أقل مما هي عليه على السطح في صباح هذا اليوم من شهر ماي. تطقطق الحصى الرطبة تحت الأقدام، ويمتد مسار سكة حديد في الممر قبل أن يختفي في الظلام.

تُظهر هذه الرحلة العميقة التزام مجموعة مناجم بتطوير قطاع التعدين في المغرب. يرى رشيد الحدفي، مسؤول المنجم، وهو يتواصل مع زملائه في السطح، وربيع أولاد برويجل، مدير العمليات الصناعية للنحاس في Managem، الذي يحمل في يده قطعة من الكوبالت الخام، أهمية هذه المعادن في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

يستثمر المغرب بقوة في استغلال معادن مثل الكوبالت والنحاس، وهما مكونان أساسيان في صناعة البطاريات للمركبات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة.

من خلال هذه الاستثمارات في أحدث التكنولوجيا، تسعى مجموعة مناجم إلى تعزيز قدراتها في التعدين والتحويل، وتقديم نفسها كشريك موثوق ومستدام في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الاستراتيجية.

تطمح هذه الجهود إلى ترسيخ مكانة المغرب كلاعب رئيسي في قطاع المعادن، ليس فقط على المستوى الإقليمي في إفريقيا، بل أيضًا كبديل قابل للحياة للقوى الكبرى مثل الصين في توفير هذه الموارد الحيوية للتحول الأخضر العالمي

التعليقات مغلقة.