محمد حميمداني
أكدت صحيفة “ليبراسيون”، الفرنسية، أن الحرب في أوكرانيا تهدد بحصول نقص خطير لدى البلدان التي تعتمد على الإنتاج الروسي والأوكراني.
وشددت الصحيفة على دروس هاته الحرب، لكونها حملت معها رسالة تحذيرية بخصوص مراجعة طرق التشغيل وخاصة التوريد، في مجال الطاقة.
فهاته الحرب وضعت الدول الأوروبية المعتمدة على الوقود الأحفوري الروسي، وخاصة الغاز، في وضع مقلق اقتصاديا، وهو ما نقل إلى الواجهة مسألة رصانة الطاقة، التي يدافع عنها دعاة حماية البيئة، لكن الخطورة الكبرى تكمن في مسألة الغذاء العالمي، اعتبارا لكون جزء من العالم يعتمد في ضمان التغدية على التزود بالحبوب من روسيا وأوكرانيا، وأن الحرب خلقت خلخلة في الأسواق العالمية، وارتفاعا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، وشحا لها، وهو ما يهدد مجموعة من الدول بالمجاعة، خاصة البلدان الأكثر فقرا.
وأبرزت الصحيفة أن استمرار القصف الروسي لأوكرانيا يعني بالمحصلة عدم قدرة الأوكرانيين على حصاد منتوجهم الفلاحي، خاصة القمح، وهو ما سينعكس على العديد من الدول التي تتغدى من القمح الأوكراني ضمنها إريتريا والصومال وسيشل ولبنان وليبيا وموريتانيا، يراكم هاته الأزمات تعطل توريد القمح الروسي بسبب الحصار الغربي، وضع جعل الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، يطلق صرخته، يوم الخميس، متحدثا عن أزمة غذاء “خطيرة”، ستصيب العديد من الدول، خاصة الإفريقية منها.
وقالت “ليبراسيون”، إن الحرب في أوكرانيا ستتسبب في حدوث ما أسمته صدمة غذائية عالمية لا تقل خطورة عن صدمة الطاقة.
الأزمة جعلت أسعار النفط والقمح تصل إلى مستويات قياسية، مما ينذر بخطر حدوث نقص حاد في جميع أنحاء العالم، إذ يقترب طن من القمح من 400 يورو، أي ضعف السعر الذي كان عليه مع نهاية سنة 2021، وتطال هاته الأزمة أيضا مواد أخرى ضرورية، مثل الذرة و زيت عباد الشمس، اعتبارا لكون روسيا وأوكرانيا يعتبران من الموردين الأساسيين لهاته المواد على الصعيد العالمي.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دق ناقوس الخطر، محذرا مما أسماه تهديد “إعصار المجاعات وانهيار النظام الغذائي العالمي”، وهو ما حعله يطلق صرخة إنذار في 14 مارس الحالي.
وللإشارة فروسيا تعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم، فيما تعد أوكرانيا، رابع أكبر دولة، إذ تصدر حوالي 30 % من صادرات القمح العالمية، وحوالي 50 % من زيت عباد الشمس.
وأوضحت “ليبراسيون” أن المشكل الكبير الذي يعرقل تصدير القمح الأوكراني ليس مرده لنذرة المواد التي توجد بوفرة دون أن تجد طريقها إلى التصدير، بسبب إغلاق الموانئ البحرية والاقتصار على خطوط السكك الحديدية نحو بولندا وسلوفاكيا ورومانيا، لكن الكميات التي تمر عبر هاته الخطوط لا تمثل في أقسى تقدير خمس كميات النقل البحري.
العالم كله يتحسس نتائج الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، ودول كثيرة في الطريق ليتهدد أمنها الغذائي ضمنها مصر التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، والتي تتزود بحوالي 85 % من إمداداتها من روسيا وأوكرانيا؛ كما أن 40 من الدول الفقيرة تستورد ثلث قمحها من الأطراف المتحاربة، وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.
وكان مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية قد حذر، بحر هذا الأسبوع، من أن “موجات الصدمة المالية قد تدفع بعض البلدان النامية إلى دوامة جهنمية من الإعسار والركود ووقف التنمية”.
التعليقات مغلقة.