أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مأساة إنسانية: رحلة أم تبحث عن ابنها المفقود في البحر قرب سبتة

جريدة أصوات

منذ 18 يناير الماضي، تعيش عائلة عبد الإله عياد، الشاب المغربي البالغ من العمر 26 عامًا، حالة من القلق المستمر والمعاناة المرهقة بعد اختفائه الغامض. انطلقت رحلة عبد الإله مع مجموعة من المغاربة عبر قارب صيد، وعندما كانوا قرب سبتة، أجبرهم قبطان القارب على القفز في البحر، ومنذ ذلك الحين، لم يُعرف عنه أي شيء.

عبد الإله، الذي كان يعيش في مدينة المضيق، كان يحمل في قلبه أحلام وطموحات شباب بلاده. ومع ذلك، لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستبدد آماله وتدخل عائلته في دوامة من الألم والمعاناة. ارتدى عبد الإله حذاءً رماديًا وقبعة سوداء، وبدلة رياضية من نفس اللون، وعاد إلى ذاكرة والدته لحظات لا تُنسى، حيث كانت دائماً تراقبه وهو ينطلق نحو المستقبل، ولكن هذه المرة، كان البحر مستودعًا لحلمه الضائع.

ترجمة الألم إلى واقع يومي أصبحت مهمة والدته، التي لم تتوقف عن البحث عنه. ذهبت إلى البحر، عينيها تشعان بالأمل، وقلبها يعتصره الخوف. يومًا تلو الآخر، كانت تصلي من أجله، تأمل أن تتلقى أخبارًا قد تحمل بعض السكينة لقلبها. لكن حتى الآن، لم يظهر له أي أثر يُذكر. فمع احتدام المأساة، تعاني والدته من تدهور صحتها نتيجة الضغوط النفسية التي تعيشها، فهي تذهب إلى البحر باكية، داعيةً للعودة المفقود.

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يجسد معاناتها القاسية، حيث تُظهر فيه مشاعر الفقد والقلق التي تلازمها. في الوقت الذي كانت تعبر فيه عن حزنها، كانت صرخاتها تتردد، تُعبر عن الخسارة المفجعة التي تعيشها، وهي تجسد مأساة عشرات الأسر التي تنتظر أخبارًا عن أحبائها المفقودين. وقد تم توفير رقم هاتف من قبل عائلته لأي شخص قد يمتلك معلومات عن مكانه: +212670516233.

عبر التفاصيل الصغيرة في حياة عبد الإله، نرى كيف تتشابك المآسي مع قضايا الهجرة، حيث يختفي الكثيرون وكأنهم لم يكونوا. في الأيام الأولى من البحث، كانت الصحف تغطي قصصهم، وكانت عائلاتهم تستنجد للحصول على المساعدة. لكن مع مرور أكثر من شهر ونصف، بدأت قصصهم تنزوي في طي النسيان، بينما لا زالت أسرهم تعيش الكابوس ذاته.

خلف الأرقام والإحصائيات، تتجسد فيهما تجارب إنسانية فريدة، وصراعات مؤلمة. وحدهم ذوو الضحايا لا يزالون يتذكرون، وتجسد والدته رمز الصمود والأمل رغم الألم المستمر. تعكس قصتها مأساة أكثر من مجرد فرد، بل هي انعكاس لواقع مرير يعاني منه أبناء العديد من الأسر. هذه القصة تستدعي منا جميعًا أن نتذكر أن خلف كل حادثة هناك إنسان، حلم، وأم تنتظر.

تبقى مأساة عبد الإله عياد، كما هي بالنسبة لغيره من المفقودين، فصلًا مفتوحًا من الألم، تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الكثيرون في سعيهم للهروب من أوضاعهم الصعبة. إننا نحتاج إلى المزيد من الوعي والمشاركة في معاناة هؤلاء، وعلينا أن نرفع أصواتنا من أجل أولئك الذين لم يُسمع صوتهم.

التعليقات مغلقة.