مأساة بمستشفى بني ملال: وفاة نزيل بجناح الأمراض النفسية تثير الجدل وتفتح تحقيقاً قضائياً

أصوات من الرباط

بني ملال، المغرب – 30 يونيو 2025: اهتز المستشفى الجهوي ببني ملال نهاية الأسبوع المنصرم على وقع حادث مأساوي، تمثل في وفاة نزيل بجناح الأمراض النفسية والعقلية إثر تعرضه لجرح غائر في العنق بواسطة أداة حادة داخل غرفته. يأتي هذا الحادث وسط تضارب في الروايات، حيث تتأرجح الفرضيات بين الانتحار والقتل العمد من طرف نزيل آخر، مما استدعى فتح تحقيق قضائي عاجل.

روايات متضاربة: انتحار أم جريمة قتل؟
في الوقت الذي أعلنت فيه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال-خنيفرة أن الضحية أقدم على الانتحار داخل المؤسسة الصحية في “غياب الرقابة”، محملة الجهات المسؤولة “الاستهتار بأرواح النزلاء”، أوردت جريدة مطلعة رواية مغايرة نقلاً عن مصادرها، تفيد بأن الضحية تعرض لطعنة قاتلة من طرف نزيل آخر بنفس الجناح، بواسطة أداة حادة.

ووفق المصدر ذاته، فقد وقعت الجريمة المفترضة داخل غرفة الضحية، حيث سقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء. لم تنجح محاولات الطاقم الطبي في إنقاذ حياته رغم محاولة نقله على وجه السرعة إلى مستشفى بالدار البيضاء، نظراً لخطورة الإصابة.

تحقيق قضائي عاجل ومطالبات حقوقية
من جهتها، باشرت الشرطة القضائية تحقيقاً مستعجلاً بإشراف من النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات الوفاة وظروف دخول أداة حادة إلى جناح يُفترض أن يكون مؤمّناً بشكل صارم.

وطالبت الجمعية الحقوقية ذاتها بالكشف العاجل عن نتائج التشريح الطبي، وفتح تحقيق نزيه لترتيب المسؤوليات الإدارية والقانونية، مشيرة إلى أن الجناح يعرف “اكتظاظاً وإهمالاً وغياباً لمقومات السلامة والرعاية”.

يُشار إلى أن هذه الواقعة تعيد إلى الواجهة النقاش الوطني حول أوضاع المرضى النفسيين في المغرب، وضرورة تعزيز الحماية داخل المؤسسات الاستشفائية، وضمان كرامة النزلاء وسلامتهم الجسدية والنفسية.