بقلم – أحمد أموزك،
تعرف منطقة درب السلطان الفداء، في هذا الوقت من السنة تغييرا واضحا في المناخ وانخفاضا كبيرا في درجة الحرارة، حيث تزداد معاناة المشردين أكثر خلال فصل الشتاء.
يفترش هؤلاء المشردين الأرض ويلتحفون بالسماء، ويجعلون من قطع “الكارتون” وأغطية بالية تزيد من قساوة البرد على هاته الطبقة المهمشة من المجتمع، بدل منحهم الدفء والأمان.
فمن خلال جولة جريدة “أصوات” بكل من القرب من المحطة الطرقية أولاد زيان، وبساحة السراغنة، وبساحة بوشنتوف، شارع محمد السادس، حتى وجدنا العشرات من مختلف الشرائح العمرية، بالتسكع والتنقل من مكان إلى آخر، بدون وجهة محددة، وبدون أكل أو شرب أو مكان يأويهم.
معاناة هؤلاء المشردون تتم في تجاهل تام للسلطات المنتخبة وفي ظل عدم التفكير أو برمجة بناء مركب اجتماعي لتجميعهم، فأملهم الوحيد هو أن تفكر الجهات الوصية في تخصيص مكان يقيهم قوة الصقيع ويحفظ كرامتهم.
فأين يا ترى ما أكد عليه “سعد الدين العثماني” رئيس الحكومة، من خلال إعلانه عن برنامج لمواجهة موجة البرد، ومتى سيتم إيوائهم .
فمن خلال جولتنا يوم أمس الجمعة 30 أبريل، أكدت لنا أمي “رحمة ” (اسم مستعار)، التي تنام بأقواس ساحة السراغنة، أنه لم يتم منح المشردين أي دعم خلال شهر رمضان الأبرك، ولم يتفقد أحوالهم أي مسؤول، اللهم بعض السكان الذين يجودون عليهم ببعض الأكل، “سيدي هلكنا البرد والجوع ” (حسب تصريحها لنا).
ففي ظل غياب المساعدات في هذه الظروف المناخية الصعبة، ولا اكتراث السلطات المنتخبة، يظل المشردون تحت رحمة السماء .
ما يتوجب على المجالس المنتخبة هو تفعيل خطة للتخفيف من آثار البرد تجاه هؤلاء المشردون.
التعليقات مغلقة.