أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مؤتمر إقليمي عربي يسلط الضوء على تحديات وفرص إعادة تأهيل المساكن في المدن التاريخية بالمنطقة العربية

جريدة أصوات

سلط مؤتمر إقليمي عربي، اليوم الخميس بمراكش، الضوء على تحديات وفرص إعادة تأهيل المساكن في المدن التاريخية بالمنطقة العربية، وذلك بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات الرسمية الوطنية والقطاعات الحكومية، والهيئات الدولية والإقليمية وهيئات المجتمع المدني، والقطاع الخاص.

 

ويأتي هذا المؤتمر، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (برنامج الموئل)، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بتعاون مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، لتدارس سبل تطوير حلول وسياسات مشتركة للحفاظ على المدن التاريخية وإحياء تراثها العمراني الحضري.

 

 

ويعرف هذا المؤتمر، المنعقد من 13 إلى 15 دجنبر تحت عنوان “إعادة تأهيل المساكن في المدن التاريخية في المنطقة العربية: التحديات والفرص”، حضور أزيد من 40 خبيرا قدموا من 10 أقطار عربية للمساهمة في رسم مبادئ توجيهية جديدة كفيلة بحماية وإحياء الإسكان في المدن التاريخية في المنطقة العربية.

 

 

وفي هذا الصدد، أبرزت الممثلة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، رانيا هدية، أن إعادة تأهيل المساكن في المستوطنات الحضرية التاريخية تتجاوز مهمة الترميم، مبرزة أنه مسعى متعدد الأوجه يتطلب إقامة توازن دقيق بين الحفاظ على الماضي وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمعات.

 

 

  وشددت السيدة هدية، في كلمة لها خلال أشغال هذا اللقاء، على الحاجة الملحة لمعالجة التحديات المختلفة التي تواجهها هذه المستوطنات على مستوى البنية التحتية المتدهورة والفوارق الاجتماعية والاقتصادية.

 

 

  من جهته، أكد مدير إدارة البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية بالبنك الإسلامي للتنمية، إدريسا ضياء، أن المستوطنات الحضرية التاريخية والمعالم التراثية تعد عناصر أساسية للثقافة المحلية والذاكرة التاريخية، مشيرا إلى الحاجة الملحة لحماية التراث الحضري الثقافي.

 

 

وأضاف أن “تراث مدننا التقليدية يشكل هوية المجتمع المحلي والذكريات والقيم المشتركة الأصيلة”، مبرزا أن الحفاظ على المناطق الحضرية التاريخية من شأنه أيضا أن يكون من أسس تطوير السياحة الثقافية ومن شأنه جذب الزوار للأنشطة الثقافية وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية.

 

  من جانبه، سلط مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، إريك فالت، الضوء على أهمية الحفاظ على المناطق الحضرية ذات الطابع التراثي والثقافي الغني، مشددا على ضرورة الإدماج الكامل لعنصر تأهيل المساكن وأخذه بعين الاعتبار في كل عمليات الصيانة أو التجديد الحضري.

 

وتابع “نعيش في عالم يشهد توسع المجال الحضري، ومعظم المؤشرات الأساسية للحفاظ على التراث بجميع أشكاله تظهر أن المدن الآن ومستقبلا ستظل المجال الذي تصنع فيه كفاءة واستدامة مجتمعاتنا”، مؤكدا، في هذا السياق، أن تطور تنفيذ اتفاقيات اليونسكو المرتبطة بالثقافة والتراث يعد أحد هذه المؤشرات.

 

يشار إلى أن هذا المؤتمر، الذي ينظم بدعم من الاتحاد من أجل المتوسط والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، يهدف إلى تبادل الخبرات الدولية وتسليط الضوء على الممارسات الجيدة من أجل رسم خارطة طريق لإعادة تأهيل المساكن في المستوطنات الحضرية التاريخية في المنطقة العربية.

 

 

  كما يندرج في إطار مشروع يروم تقييم حالة الإسكان في المدن التاريخية في بلدان مختارة في المنطقة العربية، من ضمنها المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية والعراق والبحرين ومصر واليمن والأردن وتونس ولبنان وعمان.

 

 

ويهدف المشروع كذلك إلى إيجاد الحلول اللازمة التي من شأنها منع أو عكس اتجاه تدهور أو اختفاء المدن التاريخية، بالإضافة إلى اقتراح مشاريع تجريبية لاختبار هذه الحلول، التي من شأنها تمهيد الطريق لسياسة إسكان فعالة في المستوطنات التاريخية في المنطقة العربية.

التعليقات مغلقة.