إعداد مبارك أجروض
لا يمكن القول إن المكيفات غير ضارة، كما يقول الخبراء، وينصحون بألا يزيد الفرق في درجة الحرارة داخل المكان وخارجه في وجود مكيف عن ست درجات مائوية، سواء كان المكيف في المنزل أو في السيارة أو في المكتب، وإلا فإن الفروق الكبيرة في درجات الحرارة أثناء التنقل بين الداخل والخارج قد تتعب الجسم وقد تؤدي إلى انهيار الدورة الدموية. إن دور المكيفات في الواقع هو تبريد الهواء في المنازل والمكاتب والطائرات والسيارات.. وهنا يطرح التساؤل حول ما الأكثر تأثرا بالتلوث الجرثومي: مكيفات السيارات أم المنازل..
يبدأ مكيف الهواء في العمل صباحا قبل جميع الموظفين، وينتهي عمله مع خروج آخر شخص من مكان العمل، إذا لم تكن هناك ضرورة لعمله 24 ساعة يوميا في البلاد الحارة. وعلى الرغم من ضرورة مكيف الهواء، وأحيانا استحالة الحياة بدونه، إلا أن الأطباء وخبراء البيئة يشيرون إلى أن المكيفات قد تسبب إصابة العاملين في المكاتب بأمراض مختلفة في حال تشغيلها بانتظام.
إن الإصابة بأمراض البرد بسبب الجلوس تحت المكيف هي حالة اعتيادية لا تعود إلى نقل المكيف للهواء داخل المكان من نقطة لأخرى فحسب، وإنما لنقله البكتيريا والفيروسات من مكان لآخر داخل الغرفة المغلقة، وعليه فإن الإصابة تنتقل من المريض إلى زملائه في العمل.
الأمراض التي يمكن أن يسببها المكيف:
* أمراض الجهاز التنفسي
يتسبب تغير درجة حرارة الغرفة ما بين الحرارة والبرودة في الإصابة بالحساسية، ويمكن أن يؤدي إلى نزلة البرد والكحة وسيلان الأنف، وغيرها من الأمراض الشائعة في الجهاز التنفسي. أيضاً يمكن أن يحدث التهاب في الحلق بسبب المكيف، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يتحركون كثيراً ما بين الطقس الحار والأماكن الباردة. كما أن المكيفات يمكن أن تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا والفطريات، فتتراكم الرطوبة على الشفرات الخاصة بالمروحة، وعند تشغيلها، تخرج هذه البكتيريا والفطريات لتنتشر في الجو وتزيد فرص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي وغيرها.
* التهاب اللوزتين
يتسبب الفرق بين درجات الحرارة خارج الغرفة أو المبنى المكيف، والتي قد تصل إلى 40 درجة مائوية، وبين داخل الغرفة (وقد تصل إلى 16 درجة) إلى التهاب اللوزتين والتهاب الحنجرة، وهي من الأمراض التي تتأثر أكثر من غيرها بتقلبات درجة الحرارة. لذا ينصح الأطباء بألا يزيد الفرق بين درجتي الحرارة خارج وداخل الغرفة عن 10 درجات مائوية.
* الحساسية
يتسبب الغبار الذي يخرج مع تيار الهواء من المكيف أحيانا في ظهور الحساسية، حيث ينسى معظم الناس تنظيف المكيف قبل بدء تشغيله، بعد توقفه لمدة طويلة.
* أمراض تسببها الفيلقيات
يمكن أن يحتوي الغبار المتراكم في المكيفات على بكتيريا فيلقية (نوع من البكتريا المرضية سالبة الغرام)، قد تتسبب في مرض الفيالقة الذي يصيب الجهاز التنفسي، وهو نوع من الالتهاب الرئوي اللانمطي، (تتمثل أعراضه في ارتفاع حرارة الجسم والتسمم العام والتلف الرئوي وإصابة الجهازين العصبي المركزي والهضمي)، ويصيب هذا المرض العاملين في المكاتب أكثر من غيرهم.
* جفاف الجلد والجسم
إن التعرض المستمر لبرودة المكيف من شأنه أن يسبب جفافا في البشرة والجلد، ويقلل من الشعور بالعطش وبالتالي عدم الحاجة إلى شرب الماء، مما ينتج عنه العديد من التأثيرات على الجلد والصحة وخاصة أولئك الأشخاص ذوي البشرة الحساسة الذين يعانون من ردة فعل غير متوقعة على مكيف الهواء، حيث يتغطى جلدهم ببقع، ويلاحظ جفاف بشرتهم وتقشرها، وهو رد فعل الجسم على ذرات الغبار المجهرية التي تنتقل مع تيار الهواء الخارج من المكيف. لكن مكافحة هذه الظاهرة أمر غير ممكن، ولا تتحقق سوى بالجلوس بعيدا عن المكيف. كما أن الغبار الذي يخرج مع هواء المكيف يمكن أن يسبب حساسية الجلد وتشققه. ولا يقتصر الجفاف على الجلد فحسب، بل يؤثر على كافة أنحاء الجسم، نتيجة عدم ترطيبه بصورة طبيعية.
* التهاب الجيوب الأنفية
يسبب الغبار الخارج من المكيف وما يحمله من بكتيريا وفيروسات التهابا في الجيوب الأنفية، ويمكن أن يتطور هذا الالتهاب إلى ظهور تقيح في البلعوم، والذي يتطلب أحيانا تدخلا جراحيا لعلاجه.
* الام الرأس والتعب المستمر
نتيجة عدم التعرض إلى الهواء الطبيعي النقي، يؤدي المكيف إلى الشعور بآلام في الرأس وصداع شديد في حالة الاستمرار في تشغيله لفترة طويلة. أيضاً يتسبب المكيف في الشعور بالتعب والإعياء، حيث التعرض المستمر للهواء البارد يؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي بالأنف وصعوبة في التنفس.
* الام العظام والمفاصل
يمكن أن يؤدي التعرف للمكيف إلى الام في مختلف مناطق الجسم، ومن ضمنها الام الظهر والبطن وغيرها، نتيجة الإصابة ببرد في العظام. ولا يقتصر الأمر على هذه الالام، بل يمكن أن تحدث تشنجات في العضلات وتيبس الأطراف.
* مضاعفات الأمراض المزمنة
عند المعاناة من مرض مزمن، فإن التكييف يمكن أن يعزز اثاره، مثل التهابات المفاصل والأعصاب، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الالتهاب الرئوي المزمن.
طرق الوقاية من أمراض مكيف الهواء:
ولتفادي الإصابة بأمراض مكيف الهواء ينصح باتباع الآتي:
ـ ضبط درجة الحرارة المناسبة للتبريد:
فلا يصح أن يكون هناك فارق كبير بين درجة الحرارة الطبيعية ودرجة الحرارة بالمكيف.
ـ الحفاظ على نظافة المنزل والمكيف:
وتخليصهما من أي جراثيم تسبب انتشار الفيروسات والبكتيريا عند تشغيل المكيف، والتي تؤدي للإصابة بالحساسية.
ـ عدم التغيير من البرودة للحرارة بشكل مفاجئ:
فالجسم يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم على تغير درجة الحرارة بعد البرودة. ويكون هذا من خلال إطفاء المكيف والانتظار قليلاً حتى يصبح الجو معتدلاً، أو التعرض للحرارة والتعرق ثم تشغيل المكيف.
ـ عدم التعرض لوقت طويل إلى المكيف:
في حالة التعرض للمكيف لوقت طويل، فإنه سيؤثر على صحة الجسم، بل ينصح بإطفائه بعد تبريد المكان حتى لا يسبب أضرار بالجسم.
ـ عدم التعرض المباشر لهواء المكيف:
عند تشغيل مكيف الهواء، يفضل عدم التعرض المباشر له، فيكفي أن يقوم بتبريد الغرفة، حتى يصل هواء المكيف إلى الجسم بصورة غير مباشرة.
ـ تهوية الغرفة بالهواء الطبيعي:
تزامناً مع تشغيل المكيف، يجب أن يدخل الهواء الطبيعي إلى الغرفة لترطيبها وتنقيتها من الفيروسات الناتجة عن غلق الغرفة لفترة طويلة، والتي تؤثر على صحة الرئتين.
ـ إيقاف تشغيل مكيف الهواء عند الشعور بأي تعب:
لأن الاستمرار في تشغيله يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التعب ومضاعفات للأمراض التي يسببها.
ـ عدم تخزين المواد الكيميائية بالقرب من المكيف:
مثل الدهانات والمنظفات وغيرها، حيث يمكن أن تنشر أبخرة خطيرة في جميع أنحاء المنزل.
يجب الالتزام بالصيانة الدورية للمكيفات:
إن الصيانة الدورية للمكيفات إجبارية في المكاتب وفي البيوت، ويجب أيضا استبدال مرشِّحات الهواء الموجودة في أجهزة التكييف، وذلك في الوقت المناسب. وأكثر أنواع المكيفات تأثرا بالتلوث الميكروبي هي أجهزة تكييف الهواء في السيارات. وبالإمكان ملاحظة ذلك من خلال الشعور برائحة عفنة عند تشغيل السيارة، وبإمكان البخاخات المعقِّمة المساعدة هنا. أما أنظمة تكييف الهواء في الطائرات فيقال إنها لا تنشر الجراثيم وذلك لوجود أعمال صيانة صارمة يتم تطبيقها على معدات الطائرات.
التعليقات مغلقة.