أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ماءالعينين في بلاد سوس: الصحراء بامتداد الوطن

أمينة ماء العينين

تستعد تيزنيت لاحتضان الموسم السنوي للشيخ ماءالعينين، وهي المدينة التي تحتضن ضريحه كما تحتضن جبال كردوس”قرب تافراوت” ضريح ابنه أحمد الهيبة.
قبل أسابيع احتضنت قرية آيت الرخاء” اقليم سيدي افني” الموسم السنوي للشيخة يحاندو ابنة الشيخ ماءالعينين في الزاوية التي نشأتُ بداخلها،بعد قدوم والدي “محمدي ول الغيث ول الناوى” للاستقرار بها إلى جانب الشيخة يحاندو.
احتضنت ساكنة ايت الرخاء الامازيغية الشيخة يحاندو وأقاربها من الصحراويين وأطلقت عليهم لقب “الشرفاء” وخصصت للشيخة زاوية ظلت عامرة لا ينقطع عنها الزوار،وبعد وفاتها تم بناء قبة على ضريحها الذي صار مزارا يُحَجُّ إليه خاصة خلال الموسم السنوي.


في الزاوية ترعرعنا وانصهرت أصولنا الصحراوية مع الأمازيغة أخذا بعين الاعتبار أن والدتي سوسية. أتقنت الأمازيغية منذ الطفولة بالضبط كما الحسانية،اللغة الأم التي لاتزال لغة التواصل داخل العائلة.وبذلك تتجسد وهمية الحدود بين الصحراء وغيرها من تراب الوطن.
في تاريخ احتفاء قبائل أمازيغية بشخصية صحراوية من قبيلة الشيخ ماءالعينين،دلالات رمزية يمكن توظيفها في فهم قضية الصحراء وكسر الكثير من الأوهام التي تشكلت بخصوصها وعلى رأسها وهم انحصار الصحراء ثقافة ولغة وفكرا في حدود الجغرافيا.
الصحراء أكبر من فكرة القبيلة،الصحراء امتداد غائر في الوطن،ونحن في حاجة إلى إعادة قراءتها من هذا المنطلق.
أحتفظ في ذاكرتي بتعامل خاص حظينا به دائما من طرف الساكنة المحلية باعتبارنا أقلية صحراوية، حيث كان يصلنا ما تنتجه الأرض لأن الصحراويين القادمين الى المنطقة لم يكونوا يملكون الأرض.أحتفظ بذكريات خاصة عن التقدير الكبير الذي كان يحظى به والدي”الحاج محمدي” الذي كان مقربا من الشيخة يحاندو قبل وفاتها واصراره على البقاء قرب الزاوية الى أن توفي هناك .
أحتفظ بذكريات الموسم و”النحيرة” التي كانت ت.تُنحر كل سنة، حتى أنني كنت أرفض -بحس نقدي مبكر حاد- تناول لحمها،كما كنت أرفض الكثير من الممارسات التي كنت أشاهدها في الضريح في حضرة الزوار،تصلح للسرد في رواية مستقلة.

التعليقات مغلقة.