أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ما بعد كورونا سيكون الأخطر و الأوجع ما لم يتم التدارك‎

محمد حميمداني

 اقتصاديات نامية منهارة ، و انخفاض في موجات الاحتجاجات و الحراك الاجتماعي ، تلك هي خلاصات جائحة (كوفيد-19) التي شلت الاقتصاد العالمي ، بآثارها الاجتماعية القاتلة مع تسجيل ارتفاع كبير في مستويات عدم التكافؤ الاجتماعي ، إلا أن الجائحة و مع برودة المشهد الاجتماعي الحالي الناتج عن تفاعلاتها ، اعتمادا على الشواهد المستقاة من الأزمات السابقة ، و الأفكار الأولية المستقاة من البيانات التي تم جمعها خلال هذه الجائحة ، فإن العديد من البلدان لن تكون في مستوى التحديات على الأمد المتوسط و البعيد بعد القضاء على الجائحة .

هاته هي الخلاصات الأولية التي يمكن تسجيلها ، و في ذلك يقول “الماضي معروف” ، “فالجوائح و الأوبئة لا تصب في مصلحة جهود القضاء على عدم المساواة” .

دراسة حديثة حول التأثيرات التي خلفتها خمس جوائح وقعت بين عامي 2003 و 2016 ، توصلت إلى أن مستويات عدم المساواة في الدخل في البلدان المتضررة زادت في المتوسط بشكل مطّرد على مدى السنوات الخمس التي أعقبت كل جائحة ، و قد لوحظ أن التأثيرات تكون أشد عند كل أزمة تؤدي إلى انكماش في النشاط الاقتصادي، كما هو الحال تماماً مع جائحة كورونا .

فالتأثيرات أكبر على الدخل من جراء هذه الجائحة ، و الآثار ستظهر مع مرور الوقت و الجائحة ، فالتأثير سيكون أكثر على الفئات الأشد فقراً مما سيزيد من عدم المساواة .

التوقعات القصيرة الأجل الصادرة عن البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ، تشير إلى أن معدلات الفقر المدقع في جميع أنحاء العالم ، و عدم المساواة في الدخل بالنسبة للاقتصاديات ذات الدخل المنخفض ، و اقتصاديات الأسواق الصاعدة من المرجح أن تزداد .

التقارير الصادرة عن بعض الدول ،  تشير إلى أن مستويات توقف الحاصلين على تعليم جامعي عن العمل سيكون أقل مقارنة مع من هم أقل تعليماً في معظم البلدان ، و أن النساء أكثر عرضة للتوقف عن العمل مقارنة بالرجال ، كما هو مستقى من لوحة البيانات الإلكترونية لجائحة كورونا .

و سجل التقرير ، أن معدل فقدان الوظائف كان الأعلى في الصناعة و الخدمات الحضرية ، كما أن المسوح الاستقصائية الهاتفية الخاصة بالشركات تشير إلى زيادة احتمال تأخر الشركات الصغرى عن الوفاء بالتزاماتها المالية مقارنة بالشركات الكبرى ، و هو ما يعني تآكلا أطول أجلاً في الوظائف و رأس المال التجاري ، الأمر الذي يؤثر سلبا ، و إن بدرجات متفاوتة ، على العمال من الشباب ، أو من أصحاب المهارات المحدودة ، أو ممن لا يمكنهم الحصول على رأس المال .

كما أكد التقرير أنه من المرجح أيضاً أن يلحق تعطيل الدراسة الضرر بالفئات الأشد فقرا .

التقرير يتوقع ، بناء على الكوارث السابقة ، إلى أن التأثيرات المعيشية لن تطال الأسر الأشد فقراً فحسب ، بل ستصيب فئات أخرى ، كما أن التعافي بعد الصدمة يمكن أن يكون أبطأ ، و الآثار ستكون كارثية ما لم تتم معالجتها .

التعليقات مغلقة.