أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ما فائدة انتخابات المجلس الوطني للصحافة ياترى ؟

بقلم : علي بوزردة

« فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»، صدق قول الحق.

سؤال وجيه يطرحه الصحفيون في هذا الظرف التاريخي الدقيق : هل كل الطرق تؤدي الى المجلس الوطني للصحافة ؟ لا أظن ! لكن “نقيب الصحفيين” بالمغرب الأستاذ عبد البقالي يرى الأشياء عن بعد مثل زرقاء اليمامة، حيث وقع في ورطة حقيقية مساء السبت، حين قال بالحرف في تصريح للموقع الإلكتروني +العمق+ : إن انتخابات المجلس الوطني للصحافة ” “محسومة ” لصالح نقابته.. وبالتالي لا خوف على لائحته ولا هم يحزنون. الله أكبر ، هذا فتح مبين لا يعلمه إلا المقربون من صناديق الاقتراع.. لم يبق للنقيب ، وهو في الواقع ما هو الا نقيب على نفسه، كما يقول رفاقه…

لا علينا، سيادة النقيب، نريد أن نعرف من هي قارئة الفنجان التي كشفت لك سر هذا “الفوز العظيم” في وقت لازالت الحملة الانتخابية لم تصل أوجها ولا هي انطلقت أصلاً لدى بعض المتنافسين، اللهم اذا استثنينا بعض لقاءات “الزرود” التي تمول من المال العام على منوال “زرود” بعض الاقطاعيين “ديال أيّام زمان” في البوادي المغربية بمناسبة الانتخابات الجماعية والبلدية وغيرها…

في واقع الأمر، وهذا ليس من باب المزايدة السياسية أو الانتخابية، فإن كلام السيد النقيب “كلام خطير جداً” يَحسِم قبل الأوان في موضوع حساس يتعلق بنتائج انتخابات “مجلس الحكماء” أي قبل يوم الاقتراع بعشرين يوما، وبالتالي نعيد طرح سؤال مشروع : اذا كانت الانتخابات “محسومة” مسبقاً فهل ستكون “مخدومة” ، كما قال المرحوم أمحمد بوستة، زعيم حزب الاستقلال ورجل دولة دي استقامةً لا غبار عليها وجرأة وعلم يتذكره الجميع..

من جهة أخرى، هل هذا يعني ضمنياً أن النقيب الذي يمثلنا في المحافل العربية والدولية يعلم مسبقاً ، وهو “العارف ببواطن الأمور” ، وما بداخل صنادق الاقتراع من أصوات قبل أن تخرج الى العلن على شكل حمامة بيضاء مثل مفاجئة الساحر “برّق ما تقشع”.. أما عموم الصحفيين فيضن أنهم لازالوا في دار غفلون، وإلا كيف يمكن التنبؤ بنتائج الانتخابات مسبقاً بالرغم من أن انخراطات الصحفيين في النقابة الوطنية للصحافة المغربية محدودة ولا تمثل الأغلبية بتاتاً، والدليل على ذلك “تحالف أخر ” ساعة مع نقابة UMT التي لها أعضاء داخل قناة 2M لخوض غمار الحملة الانتخابية ومواجهة لائحة “التغيير” المستقلة التي يتعاطف معها غالبية الصحفيين الشباب في قطاع التلفزة العمومية والمنابر الإعلامية الإلكترونية والإذاعات الخاصة والصحف الغير الحزبية والرافضين للتحكم والاستبداد والخلود في كراسي المسؤولية.

ونهمس بالمناسبة في أذن المعنيين بالشأن العام، بأن قيادة النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالماضي الغير البعيد كانت تتهم نقابة الاتحاد المغربي للشغل UMT ب: “الجهاز البرصوي”..

كما أن الغريب في الأمر، هو أن البقالي وزميله اللذين يقودان النقابة منذ ربع قرن بيد من حديد، يتقلدان كذلك منصبين سياسين هامين داخل حزبيهما، لكن لم يستعينان لا بنقابة UGTM ولا CDT التابعتين للاستقلال والاتحاد الاشتراكي بل يحثا عن ود نقابة أخرى، فما سر ذلك يا ترى؟

التعليقات مغلقة.