أجمع باحثون ومختصون في مجال الثقافة والأدب بالمغرب على أهمية وغنى الإسهامات التي قدمها الأديب الدكتور عباس الجراري والتي تجاوزت 80 مؤلفا، توزعت بين التراث الشعبي و قضايا الفكر والثقافة و الفكر الإسلامي والأدب العربي.
وقال محمد احميدة، أستاذ بكلية الآداب بالقنيطرة، خلال الندوة الفكرية التي نظمتها جمعية ادريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون بسلا المجاورة للرباط مساء الخميس، بمناسبة تنظيم الأيام الوطنية لنزهة الملحون، إن الجراري ينتمي لبيت علم و وطنية، أتيحت له الفرصة ليجالس مجموعة من رجالات الحركة الوطنية، قبل أن ينتقل للعمل في السلك الدبلوماسي الذي لم يبعده عن الميدان الأكاديمي، ليناضل بقوة من أجل إقحام الأدب المغربي و فن الملحون في الجامعات الوطنية.
و أفاد المتحدث أن الجراري عرف بدفاعه عن القضية الوطنية من خلال بحثه في تراث الصحراء، فضلا عن نضاله من أجل الثقافة الأمازيغية.
و أشار منير البصكري، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بآسفي( إلى أهمية فن الملحون كرافد من روافد الذاكرة المغربية، و طالب في السياق ذاته بضرورة الاهتمام به و إبرازه في ظل بروز أنماط موسيقية أخرى كالراب والراي والأغاني العصرية.
من جهته، قال محمد أملح، أستاذ باحث بتطوان، إن الجراري منظر للملحون، في وقت كان فيه الأدب الشعبي يعاني من الإقصاء والتهميش، واعتبر أنه واحد من أجناس القول في التراث الشعبي المغربي، يلزمه عناية كبيرة للتعريف به والعمل على حفظه للأجيال اللاحقة.
و أوضح محمد اليملاحي، أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، أن الجراري جمع في المؤلفات التي قدمها بين التوثيق والدراسة التحليلية والنقدية المقارنة، حيث كان يهدف لإثبات المقومات الفنية والجمالية للقصيدة، لإثارة انتباه المتلقي لقيمة هذا التراث.
التعليقات مغلقة.