في إطار جهوده المستمرة لتشويه صورة المغرب وتعكير صفو العلاقات في المنطقة، قام إعلام النظام الجزائري بالترويج لوثيقة مزورة تدعي وجود مراسلات بين سفارة المغرب في القاهرة ووزارة الخارجية المغربية، تتحدث زيفا عن مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار مصر.
خبراء ومهتمون أكدوا أن فضح هذه الوثيقة المزيفة لم يستغرق الكثير من الوقت، إلا أن ترويجها بين أنصار النظام الجزائري يشير إلى اليأس المتزايد لدى السلطات هناك، في سعيها للتأثير على علاقات المغرب مع جيرانه، خاصة مصر. هذه الخطوة تأتي ضمن محاولة الجزائر للتغطية على الأزمات الداخلية التي تواجهها، ولعرقلة الدور الإقليمي المتنامي للمغرب بأساليب غير أخلاقية.
شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، عبر عن استهجانه لفكرة تصديق هذه الوثيقة، مؤكدا أن الأمر لم يحظَ بأي تفاعل جدي في الأوساط الإعلامية والشعبية بمصر، حيث تظهر هذه المحاولات بوضوح دوافعها السياسية المبيتة لتأليب الشعب المصري ضد المغرب.
وأضاف بن زهرة أن مثل هذه الأساليب التي يلجأ إليها النظام الجزائري باتت مكشوفة، مبرزا أن ترويج الوثائق المزورة يهدف إلى تغيير النقاشات الداخلية في الجزائر ولفت الأنظار عن الغضب الشعبي المتزايد تجاه النظام.
من جهته، رأى الباحث في العلاقات الدولية جواد القسمي أن الاتهامات الجزائرية للمغرب عبر هذه الوثائق لا تتعدى كونها خطوة يائسة من نظام في حالة تراجع. وأكد القسمي أن الأسلوب المستخدم في الوثيقة يظهر عدم صحتها حتى دون الخضوع لتحقيق رسمي، ما يعكس القلق الجزائري من أي تقدم للعلاقات المغربية المصرية.
الجزائر تسعى من خلال هذه المحاولات إلى تسميم العلاقات المغربية المصرية، بينما يبقى من الضروري التعامل مع هذه الادعاءات بحذر وموضوعية، لا سيما أن لها تأثيرات متوقعة على العلاقات الإقليمية.
التعليقات مغلقة.