بقلم د. مبارك أجروض
يفضل الكثيرون ممارسة التمارين خارج قاعات الرياضة والمنازل، عن طريق الركض في الحي وركوب الدراجة إلى العمل، وغيرها من الممارسات، التي قد تكون، على عكس ما هو متوقع، مضرة بالصحة، وهذا ما قدمته دراسة جديدة من كوريا الجنوبية، حيث نظرت في تأثيرات الجسيمات (PM 2.5)، وهي ملوث رئيسي يتكون من جزيئات مختلفة الحجم تنتجها مصادر مثل مركبات الديزل ومواقد الحطب. وعندما عرض العلماء خلايا بصيلات الشعر البشري إلى الجسيمات في المختبر، وجدوا أنها خفضت مستويات البروتينات المسؤولة عن نمو الشعر.
ودعا الباحثون، استنادا إلى نتائج هذه الدراسة، إلى الحد من الوقت الذي يقضيه الناس في ممارسة التمارين الرياضية في الشوارع المزدحمة، وهو ما قد يكون وسيلة للحد من تساقط الشعر، ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضا أن نوعية الهواء الرديئة قد ترتبط بمخاوف صحية أكثر خطورة، حيث يقول البروفيسور إيان كولبيك، خبير التلوث في جامعة إسيكس، إن تلوث الهواء “مرتبط بزيادة الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض القلب المزمنة والسكتات الدماغية والخرف”. كما يزيد التلوث من خطر الإصابة بسرطان الرئة ويمكن أن يعيق نمو رئة الأطفال، وفقا لهارييت إدواردز، مدير السياسات العليا لجودة الهواء في مؤسسة الرئة البريطانية.
ويوضح الباحثون أنه عند ممارسة الرياضة، يزيد معدل التنفس، ما يعني أن الشخص يستنشق هواء ملوثا أكثر عمقا في الرئتين، وقد يتنفس أيضا عبر الفم، وليس الأنف، ما يعيق تصفية الملوثات بجزيئات أكبر، وبالتالي سيزيد من استنشاق مستويات أعلى من المعتاد من الهواء الملوث؛ ولما كان النشاط الرياضي في الهواء الطلق يعتبر أحد أساسيات نمط الحياة الصحي، غير أن ممارسة الرياضة في أجواء تتسم بتلوث الهواء قد يكون غير صحي، لا سيما إذا كنت تعاني من الربو، أو داء السكري، أو حالات مرضية قلبية مزمنة أو رئوية أو أمراض الجهاز التنفسي، وحتى عند عدم ممارسة الرياضة، يمكن للتعرض لتلوث الهواء أن يسبب مشاكل صحية. ولكن عند ممارسة الرياضة في أجواء تتسم بتلوث الهواء، تزداد المشكلات الصحية المحتملة.
* خطر الرياضة في جو ملوث
أحد أسباب زيادة هذه المخاطر هو أنك أثناء النشاط في الهواء الطلق الملوث تستنشق المزيد من الهواء وتتنفس الهواء بعمق أكثر داخل رئتيك. ولأنه من المحتمل أن تتنفس في الغالب عن طريق فمك أثناء ممارسة الرياضة، فإن الهواء الذي تتنفسه يتجاوز الممرات الأنفية، وهي المسؤولة عادة عن ترشيح وتنقية الملوثات المحمولة في الهواء.
* المشكلات الصحية المرتبطة بتلوث الهواء
ـ ضرر القصبات (ممرات الهواء في الرئتين).
ـ زيادة خطورة الإصابة بمرض الربو.
ـ تفاقم حالة الربو أو الحالات المرضية الأخرى بالرئة.
ـ زيادة خطورة الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية.
ـ زيادة خطورة الوفاة مع أمراض مزمنة مثل سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تنطوي ممارسة الرياضة على فوائد صحية واضحة، فلا ننصحك بتركها بشكل كامل، ما لم ينصحك الطبيب بذلك، عوضًا عن ذلك، ركِّز على طرق لتقليل المخاطر بممارسة الرياضة في أجواء نقية لا تتسم بتلوث الهواء، فكيف نحد من أضرار ممارسة الرياضة في أجواء ملوثة ؟
* تابع مستويات تلوث الهواء
تقدم محطات الراديو والتليفزيون والصحف المحلية في كثير من الأحيان تقارير عن نوعية الهواء وجودته ودرجة تلوث الطقس والغبار.
* رتب أوقات التمارين بحرص
تجنب النشاط البدني الذي تمارسه في الخارج أو قلل من كثافة ومدة التمرين في الخارج عندما يتم إصدار تنبيه عن نوعية الهواء ودرجة التلوث.
* تجنب النشاط في الخارج عندما تميل مستويات التلوث إلى الارتفاع
والذي غالبًا ما يحدث في منتصف النهار أو بعد الظهر، لأن ممارسة الرياضة أثناء ساعات الذروة تعرضك لكميات أكبر من التلوث.
* تجنب المناطق عالية التلوث
من المرجح أن تبلغ مستويات التلوث أعلاها في الأماكن المغلقة والمزدحمة ومناطق التدخين في الخارج، وإذا كان ذلك ممكنًا، فتجنب هذه المناطق عند ممارسة الرياضة.
* ممارسة الرياضة في الداخل
نوِّع برنامجك الرياضي بإضافة الأنشطة الرياضية ورياضة المشي في الأماكن المغلقة النظيفة، خصوصًا في الأيام الحارة أو الشديدة البرودة وعندما تكون نوعية الهواء سيئة. احضر فصلاً تعليميًا في اللياقة البدنية، أو اشترك في صالة رياضية محلية أو قم بالركض في مسار داخلي.
وإذا كنت تعاني من الربو أو داء السكري أو حالة مرضية أخرى، فاستشر طبيبك حول متى تكون ممارسة الرياضة آمنة بالنسبة لك.
التعليقات مغلقة.