مدن فرنسية لا تزال مشتعلة ورفاق نائل يروون التفاصيل الحقيقية التي سبقت إعدام رفيقهم
محمد حميمداني
يستمر اشتعال باريس ومدن فرنسية أخرى لليوم الرابع على التوالي، حيث عاشت نانتير، موجات غضب عارمة، مصحوبة بمواجهات وأعمال شغب وعنف من الجانبين، والشارع الفرنسي ناقم على عنصرية الشرطة، فيما اليمين يمارس سياسة اللعب على الحبلين، ورفاق نائل يكسرون الصمت ويصرح أحدهم أن الشرطة قتلت نائل بدم بارد وبدون سبب يذكر.
احتجاجات جاءت كرد فعل طبيعي على مقتل الشاب نائل NAHEL على يد عنصرية الشرطة الفرنسية.
قتل نائل ليس عملا فرديا بل هو عمل مؤسساتي يغدي العنصرية
عنصرية لا يمكن التعامل معها كفعل مفرد من شرطي، بل يجب ملامستها ضمن حالة الاحتقان العنصرية التي تحيط بهاته المؤسسة وهو الدرس الذي وعته الأمم المتحدة التي دعت باريس إلى محاربة مظاهر العنصرية ضمن أجهوتها الأمنية.
فرنسا تحت لهيب ساخن وثورة نائل على الأبواب والجزائر تصف الواقعة بالجريمة الوحشية
مهما حاولت الشرطة تقديم تبريرات إلا انها لا تعطي الحق لأفرادها بإطلاق النار على من لا يمتثل لإشارات المرور أو لأوامر الشرطة، علما أن عام 2022 سجل أسوأ حالات القتل باسم عدم الامتثال لأوامر الشرطة، مسجلا رقما مخيفا بلغ ل 13 قتيلا سقطوا على يد قوات الشرطة الفرنسية رميا بالرصاص.
الأكيد أن ثورة نائل حركت الراكد ضمن الوضع الفرنسي بين إرادة شعبية غاضبة على سياسات اليمين العنصرية، ويمين غرس العنصرية في كافة مؤسسات الدولة وضمنها المؤسسات الأمنية، وما يقع هاته الأيام هي قنبلة كانت راكدة فأيقضها مقتل الشاب نائل بدم بارد.
ماكرون ويمينه يمارس سياسة اللعب على الحبلين لتغطية مسؤوليته عن جريمة قتل نائل
ماكرون المخنوق والمأزوم اجتماعيا وسياسيا والمغدي الأول لهاته النعرات العنصرية حاول مجارات الشارع من خلال قوله إن الحادث “لا يغتفر” وأن القضية “حركت الأمة بأكملها..” ، ومن حهة أخرى هو من أوجد شرارة العنصرية ونماها مع يمينه واليمين المتطرف.
وزير داخليته هو الآخر، وفي موقف محاباة للشارع حاول إسكات صوت الرافضين بالقول بأن عمل الشرطة “غير مقبول” ، وفي الوقت نفسه أطلق حملة من الاعتقالات التي تجاوزت 3000 شخص في يوم واحد.
اللاعب الدولي الفرنسي مبابي: ” أنا أتألم من أجل فرنسا، وضع غير مقبول..”
الشارع الفرنسي ناقم على ماكرون وسياساته، فاللاعب الدولي الفرنسي “مبابي” أعلن مساندته لأسرة الضحية حيث قال ” أنا أتألم من أجل فرنسا، وضع غير مقبول، كل أفكاري تذهب إلى عائلة ناهيل وأحبائهم.. هذا الملاك الصغير ذهب في وقت قريب جداً..”.
عشرات الآلاف من المتظاهرين نزلوا للشوارع، وهذا مؤشر على عمق الحدث والجراح التي ألمت بفرنسا، توحد ليس من أجل التنديد بمقتل نائل ذا الأصول العربية فحسب بل بالعديد ممن سقطوا نتيجة هذا السلوك من قبل قوات الأمن الفرنسية حيث بلغ العدد إلى 13 شخصا، وبنفس الطريقة.
وضع دفع إلى الواجهة واقع الحقوق والحريات بفرنسا وطرح العديد من التساؤلات التي وضعت الأمن الفرنسي موضع مساءلة قانونية وإنسانية.
قتل نائل من الحدث إلى عمق عنصرية استشرت بكل أروبا
ما يحدث في باريس عرى واقع تفشي العنصرية وتوسعها بكافة أروبا مع تعاظم شوكة اليمين المتطرف خاصة في فرنسا، بما يحمله من عداء لكل ما هو دخيل يستحق القتل بدم بارد وتحت حماية القانون الذي تم تشديده بدعوى محاربة الإرهاب، ليصبح سوطا على عنق المهاجرين وذوي الأصول العربية والإفريقية حاملا شعار تصفية كل من لا ينتمي لفرنسا بشكل مباشر قتلا، أو غير مباشر طردا، وتضييقا على حقوقه وحرياته.
حيث قال أحد رفاق نائل أنهم الثلاثة استعاروا سيارة “مرسيدس” وقرروا الذهاب في جولة حول نانتير في باريس، مضيفا “لم نكن تحت تأثير أي كحول أو مخدرات”.
وأردف قائلا إن “الضابط ضرب نائل بعقب بندقيته، ثم وصل الضابط الثاني مهددا: لا تتحركوا وإلا سأطلق رصاصة في رأسك”.
وتابع أن الضابط الأول عاد لضرب نائل بالبندقية فتحررت قدمه عن الفرامل مما أدى إلى تحرك السيارة، ليقوم الضابط الثاني بإطلاق الرصاص.
وواصل الشاب حديثة بألم بأن نائل بعد إطلاق الرصاص “كان يتألم ويرتجف”، مضيفا: “كنت خائفا، ترجلت من السيارة وهربت، ظننت أنهم قد يطلقون النار علي”.
اعتراف رفاق نائل يعري الوجه القبيح العنصري لشرطة فرنسا
إنه اعتراف يكشف مدى عنصرية الشرطة الفرنسية وعدوانيتها ومسؤوليتها المباشرة عن مقتل نائل كما من سبقه؛ وأن النخبة اليمينية الحاكمة في فرنسا تتحمل مسؤولية ما وقع ويقع من عمليات إعدام عنصرية مقيثة وبدم بارد في بلد يدعي الحرية واحترام الحقوق؛ علما أن كافة التقارير التي تروجها الشرطة والادعاء العام هي عنصرية في البحث والتحري، وقد أتى هذا الشريط من رفيق عاصر لحظة القتل والإرهاب البوليسي الذي مورس ضد نائل ورفاقه وحالة الخوف والهلع ممن يفترض فيهم حماية الأرواح والذين تحولوا إلى سفاحين ولكن بغطاء رسمي ومؤسساتي ولد الإرهاب العنصري وفتح النار على كل نسمة أمل في الحرية والعيش بسلام ليعري الوجه القبيح والعنصري لشرطة فرنسا القاتلة لكل قيم الحياة.
فرنسا تحت لهيب ساخن وثورة نائل على الأبواب والجزائر تصف الواقعة بالجريمة الوحشية
التعليقات مغلقة.