“ابن أحمد ” مدينتي المهمشة ،المنسية والمغضوب عليها. كلها صفات كافية لتجعل منها أرضية خصبة “للوبيات الفساد الانتخابي” الذين جتموا على صدرها لسنوات فحلوها لأرض عجاف.
فمن الذي أخرج المدينة من النور إلى الظلمة. ومن المدينة إلى الدوار. من بيئة يسودها قانون الغاب إلى حضيرة تملؤها قبضة الفساد.
في مدينتي “ابن أحمد ” يصبح الرجل مناضلا، ويمسي مسترزقا. ويصبح مسترزقا، ويمسي مناضلا. يبيع عرضه وشرفه وكرامته بشيء وبلا شيء. ولا يستحيي أن يمارس كل “المهن” من أجل فتات يضع نفسه من أجله في وضع كلب حراسة أمين.
في مدينتي “ابن أحمد ” يضعون أنفسهم رهن إشارة ولي النعمة. وللوصول لذلك ينشؤون الحسابات الفيسبوكية الوهمية ويملأون بها لهاتهم للنيل من مخالفيه. وبمجرد أداء الخدمة يرفعون له التقارير الشاهدة على الخدمة من أجل أن يفتح في وجوههم صنبور العطاء المتسخ.
في مدينتي“ابن أحمد ” يستنكرون الريع إذا لم يكونوا من المدعوين لمائدته. وينظمون خرجات فيسبوكية مرغدة مزبدة. منتظرين على أحر من الجمر استدعاءهم من دكة الاحتياط. وبمجرد ما يحدث ذلك، ينسحبون، ويمسحون وسخهم. قبل أن يحولوا وجهتهم صوب زاوية المدح والتسبيح بالحمد. كأنهم لم يسبوا ولم يشتموا بالأمس.
في مدينتي “ابن أحمد ” اليتيمة استأجر أبطال الريع والفساد كل الطرق، نحو وجهات الانحطاط الأخلاقي والتردي القيمي. غير عابئين بما يفعلونه. فهم يسودون وجه مدينتهم الملائكي. ويحفرون قبر موتها الأبدي شعارهم الدائم في ذلك “نفسي، ولتذهب المدينة إلى الجحيم”.
قد يتفق معي البعض و قد يختلف آخرون. إلا أنه لا يمكن لأي أحد أن يغير رؤيتي للمدينة التي عشت فيها كل شيء.
ومن أجل هذا كله فلا أنا و لا غيري يقبل بأن ترجع المدينة وكرا للفاسدين. ومن يعتقد أن التاريخ ينسى فهو واهم. “عايش في دار عفلون”، وينصت “لغرارين عويشة”.
التعليقات مغلقة.