أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مراكش: جامعيون يناقشون “الأبعاد الإقليمية والدولية لقضية الصحراء المغربية”!!

مراكش: السعيد الزوزي

 

 

شكل موضوع “الأبعاد الإقليمية والدولية لقضية الصحراء المغربية.. مقاربات متقاطعة” محور ندوة علمية وطنية نظمت، يومه الخميس تاسع فبراير الجاري، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، بمشاركة “أساتذة جامعيين” و”باحثين” و”خبراء مغاربة”، من عدة تخصصات علمية.

 

وسعت هذه الندوة العلمية، التي نظمتها شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، بتنسيق مع مختبر “المغرب والحوض الغربي للمتوسط” بالكلية ذاتها، على الخصوص، إلى رصد بعض الجوانب غير المتطرق إليها من تاريخ “الصحراء المغربية”، مع تسليط الضوء على خصوصياتها المجالية، وجعلها منطلقا للتفكير في ممكنات التنمية المحلية، فضلا عن مساءلة حاضر ومستقبل المغرب الكبير.

 

وأكد المنظمون، أن المكاسب المهمة التي حققتها الدبلوماسية المغربية في” قضية الصحراء”، ينبغي أن تواكبها مقاربات علمية جديدة تقوم في مستوى أول على التكامل المعرفي التأصيلي، الذي ينافح عن”قضية الصحراء” وفق تصور إقليمي، ويؤسس في مستوى ثان لتصور استشرافي لهذه القضية يستحضر أبعادها الدولية.

 

وأوضحت المداخلات أنه لا خلاف حول أن المرافعة التاريخية حول “مغربية الصحراء”، شكلت أصلا ومدخلا مركزيا، أسس عليه المغرب موقفه الرسمي لتأكيد حقوقه الثابتة في هذا الإقليم من ترابه، سيما وأن الهيئات الدولية، التي نظرت في هذا النزاع في لحظاته الأولى، استندت بدورها على المرجعية ذاتها للقول ب”مغربية الصحراء”، كما أن تجديد السؤال التاريخي، اليوم، حيال القضية من شأنه أن يسعف في تعزيز الشواهد العلمية حول “مغربية الصحراء”.

 

وقال “ماء العينين النعمة بن علي”، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر “بأكادير”، إن أهمية هذه الندوة تكمن في كونها تشكل مناسبة للكشف عن جوانب متعددة من تاريخ “الصحراء المغربية”، سواء على المستوى “السياسي”، أو “العلمي”، أو “الديني” أو “الاجتماعي”.

 

وأضاف، أن ما يميز هذا اللقاء العلمي هو أن الكثير من العروض استطاعت أن تستنطق وثائق تاريخية محلية تبين أن هذه المنطقة كانت دائما “تتبع للمغرب” ولسلاطينه، سواء على مستوى تعيين الخلفاء، أو الولاة أو العمال أو القواد أو المناديب، أو القضاة، مما يثبت الوحدة التي كانت موجودة ما بين “الصحراء المغربية” وما بين “المناطق الشمالية المغربية”، وبين، أيضا، أن المملكة المغربية كانت على الدوام “مملكة واحدة”، وما كان يسري في المناطق الشمالية كان يسري في المناطق الصحراوية.

 

وتابع “النعمة بن علي”، أن الندوة لم تكتف بالوثائق التاريخية، بل استنطقت، أيضا، عدة كتابات أجنبية تحدثت عن هذه المنطقة، وبينت ارتباطها الكبير بالوطن الأم، المغرب، معربا عن الأمل في أن تتبعها ندوات أخرى تعرف بالتراث الصحراوي الكبير، في مختلف المجالات الفنية والعلمية، والتي ستعزز الوحدة الثقافية المغربية.

 

من جهته، قال الباحث في علم الآثار والتاريخ (المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، العيون)، “مصطفى الحمري”، إن الندوة شكلت مناسبة لتقديم النتائج الأولية لمشروع “أطلس أركيولوجي للصحراء المغربية”، وكذا رصد دور هذه المنطقة من خلال الربط بين شمال المغرب وجنوبه.

 

تجدر الإشارة، إلى أن أشغال هذه الندوة توزعت على ثلاث جلسات علمية، تناولت أولاها محور “الصحراء المغربية بين الشاهد الأثري والمكتوب”، والثانية حول “قضية الصحراء المغربية والجبهة الداخلية”، بينما تطرقت الجلسة الثالثة إلى محور “الصحراء المغربية في بعديها الإقليمي والدولي”.

التعليقات مغلقة.