مرحلة ما بين الإياس وسن اليأس

إعداد مبارك أجروض

الإياس يعني “ما قبل سن اليأس” ويشير إلى الوقت الذي خلاله يقوم الجسم بالانتقال الطبيعي إلى انقطاع الطمث مشيرًا إلى نهاية سنوات الإنجاب. يسمى الإياس أيضًا المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث، وتبدأ النساء الإياس عند أعمار مختلفة. قد تلاحظي علامات التطور تجاه انقطاع الطمث، مثل اضطرابات الدورة الشهرية أحيانًا عند بداية الأربعينيات. ولكن قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في أوائل منتصف الثلاثينيات.

يرتفع مستوي الإستروجين ـ الهرمون الأساسي عند الأنثى ـ وينخفض بشكل متفاوت خلال الإياس. قد تطول دورة الطمث أو تقصر وقد تبدئين في أن تعاني دورة الطمث حيث لا يستطيع المبيضان إطلاق البويضة (انقطاع الإباضة). وقد تعانين من أعراض تشبه انقطاع الطمث مثل الهبّات الساخنة ومشكلات في النوم وجفاف المهبل. يتوفر العلاج للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض،

في الواقع يشير مصطلح ما قبل انقطاع الطمث إلى النساء في الأربعينيات من العمر وهي الفترة التي تسبق انقطاع الطمث رسميًا. وتكون دورات الحيض غير منتظمة، وتقل الخصوبة، ولكن قد يظل الحمل ممكنًا.بينما يشير مصطلح انقطاع الطمث (سن الإياس) إلى النساء فوق سن الخمسين، وهي نهاية المرحلة الإنجابية، حيث ينقطع نزول الحيض نهائيا وتبدأ التغيرات الهرمونية في الحدوث. من الجدير بالذكر أن كلا المرحلتين هي مراحل عادية وطبيعية ولا تعتبر مرضا.

* يقسم العلماء فترة ما قبل انقطاع الطمث إلى مرحلتين

ـ المرحلة المبكرة

عندما تبدأ الدورة الشهرية، التي كانت منتظمة من قبل، في عدم انتظامها. ويمكن للمرأة تميز هذه المرحلة عندما يحدث نزول الحيض بعد أسبوع أو أكثر من المعتاد في غضون عدة أشهر. لكن، إذا كانت دورة الحيض دائمًا غير منتظمة، فقد يكون من الصعب معرفة متى دخلتِ هذه المرحلة.

ـ المرحلة المتأخرة

تدخل مرحلة ما قبل انقطاع الطمث المتأخرة عندما يكون هناك 60 يومًا على الأقل بين نزول الحيض والحيض الذي يليه. ويمكن أن يحدث هذا بعد وقت قصير من بدء المرحلة المبكرة أو قد يستغرق الأمر سنوات للتحول من المرحلة المبكرة للمتأخرة. وتكون الهرمونات في حالة تغير مستمر خلال هذا الوقت، وقد تؤدي التقلبات إلى ظهور أعراض مثل الهبات الساخنة.

* ما الذي يسبب فترة ما قبل انقطاع الطمث وأعراضها ؟

نظرًا لأن البويضة التي تمت إباضتها ولم يتم إخصابها هي التي تؤدي إلى حدوث الدورة الشهرية، أو نزول الحيض، فمن المنطقي أن تكون بويضات المرأة هي السبب الرئيسي لدخولها في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وعندما تولد طفلة، يكون لديها عدد مكتمل من البويضات التي سيتم استهلاكها خلال فترة حياتها، وعلى مر السنين، تنخفض جودة هذه البويضات. وتوضح نانيت سانتورو؛ دكتوراه في الطب ورئيسة التوليد وأمراض النساء بجامعة كولورادو كلية الطب في أورورا وباحثة في سن اليأس: عندما يتقدم السن، يرتفع الهرمون المنبه للجريبات والهرمون اللوتيني لمحاولة إجبار هذه البويضات المسنة على الإباضة. وتستمر الهرمونات في الارتفاع لأنها تحاول بجهد أكبر لجعل المبايض تعمل. لهذا السبب، عادةً ما يرتبط الارتفاع في هذين الهرمونين بكونك في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ويختلف العمر الذي تبدأ به مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. لكن، عموما، يبلغ متوسط عمر المرأة 49، وقد تبدأ في بعض النساء في منتصف الثلاثينيات من العمر.

* متى، بالضبط، تدخل المرأة في مرحلة انقطاع الطمث أو سن الإياس ؟

يقول الدكتور سانتورو إن سن اليأس يتم تحديده بعد حدوثه، فعندما تنظر المرأة إلى التقويم وتجد أنه قد مر عامًا كاملًا دون نزول حيض، فأنها في سن الإياس. وعلى الرغم من أن بعض النساء قد تقضي فترة طويلة من الأشهر دون أن تأتيها الدورة الشهرية. لكن، إذا حدث نزول للحيض قبل مرور 12 شهرًا، فلا تزال السيدة في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو ما قبل سن الإياس.

* متى يكون من المرجح المعاناة من أعراض ما قبل انقطاع الطمث ؟

تعاني النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث من مجموعة متنوعة من الأعراض. الأكثر شيوعًا هي الهبات الساخنة، وصعوبة النوم (غالبًا من الهبات في الليل)، وجفاف المهبل، وتغيرات المزاج، بما في ذلك الاكتئاب في بعض الأحيان. وقد تشكو البعض منهن من الشعور بطعم غريب في الفم أو تغيرات في الجلد كالتسلخات أو الخشونة أو الحكة، وقد وجدت إحدى أكبر الدراسات التي أجريت على النساء اللاتي يمررن بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث أن الوقت الأكثر شيوعًا لحدوث الأعراض هو المرحلة المتأخرة، لكن هناك بعض النساء يصبن بتلك التغيرات في وقت مبكر.

* قد تبدأ الهبات الساخنة في فترة ما قبل انقطاع الطمث ولكنها تستمر حتى بعد انقطاع الطمث

قد تتعرض النساء المصابات بهبات ساخنة معتدلة إلى شديدة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث إلى مشكلة استمرار تلك الهبات حتى بعد انقطاع الطمث. وقد وجد بحث نُشر في سبتمبر 2014 في مجلة Menopause  أن العديد من النساء ما زلن يعانين من الهبات الساخنة لما يقرب من عقد بعد انقطاع الطمث، على الرغم من أن شدة الأعراض تبدأ في الانخفاض بعد حوالي عامين، وعندما تبدأ الأعراض في الظهور في النساء صغيرات السن مثل منتصف الثلاثينات أو حتى بداية الأربعينات في الشكوى من الأعراض، فإنه غالبا ما تعاني هؤلاء النساء من استمرار الأعراض حتى بعد انقطاع الطمث. ولا يزال العلاج الهرموني هو أفضل علاج لمعظم أعراض ما قبل انقطاع الطمث. لكن، قد تجد نساء أخريات الراحة من إجراء تغييرات في نمط الحياة أو تجربة العلاجات الطبيعية.

* انقطاع الطمث الجراحي المبكر، المعروف أيضًا باسم انقطاع الطمث المستحث: ما يجب معرفته

يدخل عدد قليل من النساء سن اليأس في وقت أبكر بكثير من المتوسط، عندما تكون النساء 40 عاما أو أقل ويُطلق عليه انقطاع الطمث المبكر أو فشل المبايض المبكر. لكن، في بعض الحالات، يتم إحداث انقطاع الطمث جراحيًا، كما هو الحال عندما يتم استئصال المبايض للوقاية من السرطان أو العلاج. وغالبًا ما تعاني النساء المصابات بسن اليأس المستحث من أعراض أكثر حدة من النساء اللائي يعانين من هذه العملية بشكل طبيعي.

* قد يعني انقطاع الطمث المبكر مخاطر مرض مبكرة

نظرًا لأن المخاطر الصحية التي تتعرض لها المرأة للإصابة بأمراض معينة تزداد بعد أن تمر بمرحلة انقطاع الطمث، فإن النساء اللائي يخضعن لانقطاع الطمث بشكل مبكر – سواء كان ذلك مستحثا أو طبيعيًا – بحاجة إلى المراقبة عن كثب لهذه الحالات الصحية.

* غياب دورات الحيض لا يكون بسبب انقطاع الطمث دائما

خاصة إذا كان عمرك أقل من 45 عامًا، يجب عليك مراجعة طبيبك إذا أصبحت فتراتك غير منتظمة أو توقفت تمامًا. لأنه على الرغم من أن الأمر قد يكون ناتجًا عن شيء مثل الإجهاد، إلا أن الأمراض الخطيرة بما في ذلك ورم في الغدة النخامية يمكن أن تتسبب في توقف الدورة الشهرية.

* قد تُعزى بعض أعراض الدورة الشهرية بشكل خاطئ إلى انقطاع الطمث

قد تصبح دورتك الشهرية أكثر غزارة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث بدلاً من أن تكون فترات الدورة الشهرية أخف كما هو شائع. لكن، قد لا يعني الأمر بالضرورة أنها علامة أو عرض لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، فقد تكون عرضا لأمراض مختلفة بما في ذلك التهاب بطانة الرحم أو السرطان.