قال المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية علي أبو سبع،في المناطق الجافة (إيكاردا)، إن أصناف القمح المقاومة للحرارة المزروعة في المغرب على مدى السنوات القليلة الماضية أنتجت المحصول نفسه مع نصف كمية الأمطار المعتادة المطلوبة عادة.
وصرح أبو سبع،خلال أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،أن هذه البذور تحتوي على نظام جذر أعمق؛ما يسمح لها بالنمو في بيئة تعاني من الإجهاض المائي،مبرزا أن المحصول خلال عامي 2020 و2021 بالمغرب كان قويا بالرغم من الجفاف الذي شهده خلال هاتين السنتين.
و قال المدير العام لـ(إيكاردا)، خلال حديثه إلى صحيفة “ذا ناشيونال نيوز”،إن معدل هطول الأمطار النموذجي في المغرب يتراوح بين 350 ميلمترا إلى 400 ميلمتر سنويا؛ غير أن متوسط التساقطات في الموقع الذي تم فيه اختبار البذور في العامين الماضيين بلغ نصف الحجم،ومع ذلك فقد أعطى إنتاجا نموذجيا.
وأشار أبوسبع،أنه على مدى الاف السنين،تكيفت النباتات مع نمط معين؛ غير أنها اضطربت مع تغير المناخ،مشددا على أنه من المهم أن يتم منح صغار المزارعين في جميع أنحاء المنطقة القدرة على التكيف مع عالم يزداد حرارة،مشيرا إلى أن هذا النوع من المشاريع (البذور المقامة للجفاف) أظهرت الطريق إلى الأمام.
وعلق الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور كمال أبركاني،على النتائج المتوصل إليها من لدن “إيكاردا”،إنه باستحضار الصورة الأوسع المتضمنة للتحديات التي تواجه الزراعة في السنوات الأخيرة فإنها (النتائج) جد إيجابية ومتفائلة بمستقبل عملية الفرز الجيني في زراعة البذور في المناطق الجافة؛ غير أن الباحث الجامعي ذاته أكد أنه لا يمكن التسليم بالحصول على النتائج نفسها في تربة ومناخ ودرجة رطوبة ودرجات حرارة ليلية ونهارية وعدد ساعات ضوء النهار، مختلفة في باقي مناطق المغرب أو العالم، مشددا على أن استحضار هذه المتغيرات وغيرها ضروري في مثل هذه الدراسات والتجارب للخروج بالتوصيات.
وأردف أبركاني،أن هناك معطى آخر لا يقل أهمية مشارا إليه في تصريحات علي أبو سبع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، وهو حجم التساقطات التي استفادت منها هذه البذور للنمو والتي كانت أقل بالنصف من المعتاد؛ وهو معطى أغفل، حسب أبركاني، عامل الزمن، أي وقت التساقطات ومدتها حسب الأشهر.
و سجل الخبير الزراعي ذاته أنه للوصول إلى نتائج دقيقة في هذا الحقل العلمي بامتياز يحتاج الباحثون إلى سنوات كثيرة من التجارب في مئات الهكتارات وتحت ظروف متنوعة؛ من بينها الجفاف والجفاف الحاد.
التعليقات مغلقة.