مسيرات المقاومة اللبنانية تعري ثغرات “القبة الحديدية”
أصوات
عرت الطائرة المسيرة الانقضاضية، الذي نفذه “حزب الله” اللبناني ضد إسرائيل، الأحد الماضي، قدرات أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي روج لها سابقا على كونها “من بين الأفضل في العالم”.
وبعدما تمكنت صواريخ إيران من الوصول إلى عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي، في مطلع الشهر الجاري، فقد انصب النقاش حول اكتشاف ثغرات في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تسمح باختراقه، الأمر الذي أكده وصول طائرة “حزب الله” المسيرة إلى هدفها بكل أمان، بعدما ضللت أنظمة الدفاع الجوي وخدعته، وقصفت قاعدة “بنيامينا” الخاصة بلواء النخبة “غولاني” في حيفا، أبنجاح.
هذا وأظهر الهجوم الإيراني، الذي استخدمت فيه الحرس الثوري ما يسمى بالصواريخ “فرط صوتية”، عجز الأنظمة الدفاعية على اعتراض هذا النوع من الصواريخ، كما كشفت الطائرة المسيرة المذكورة أعلاه، نوعا آخر من الثغرات القاتلة المتعلقة بهذا النظام، التي نتج عنها مقتل أربعة من جنود الاحتلال، وإصابة نحو 100 جنود آخرين.
ثغرات “القبة الحديدية” بين الثغرة الأولى والثانية:
تعتبر دولة الاحتلال الإسرائيلي “القبة الحديدية” حصنا دفاعيا متينا ضد الأهداف الجوية قصيرة المدى والقصيرة جدا التي تستهدفها، سواء كتلك التي تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، أو تلك التي يستخدمها “حزب الله” اللبناني.
وترتبط الثغرة الأولى أساسا بحجم الهجوم، فبالرغم من قدرة “القبة الحديدية” على اعتراض الأهداف الجوية بكفاءة، إلا أنها تصاب بالخلل حين يكون الهجوم كثيفا وفي وقت واحد، الأمر الذي أثبتته المقاومة ميدانينا، حين استخدمت الفصائل الفلسطينية واللبنانية لتكتيكات الهجوم الكاسح أو ما يعرف بـ “هجوم الأسراب” كذلك الذي حدث، في الـ7 من أكتوبر 2023 خلال عملية طوفان الأقصى. حيث تمكنت من اختراق هذه المنظومة الدفاعية، وأصابت مجموعة كبيرة من الصواريخ أهدافها.
أما الثغرة الثانية، فترتبط بشكل جدلي بالثغرة الأولى، حيث تعتمد على استغلالها –أي الثغرة الأولى- والمتعلقة بالتشويش على نظام “القبة الحديدية”، من خلال هجوم ثانوي بصواريخ غير مؤثرة، بغرض إلهاء نظام الدفاع الجوي وتمويهه، لتنفيذ عملية اختراق رئيسية بطائرات مسيرة صممت من مواد ذات بصمة رادارية منخفضة، تقلل فرص اكتشافها، بل وتتحرك في مسارات قريبة من الأرض بسرعة منخفضة، وتصل إلى أهدافها بدقة عالية ونجاح باهر.
التعليقات مغلقة.