أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مسيرة البيضاء أسقطت كل الأقنعة عن الأحزاب والنقابات

محمد حسني

دعت جمعية حماية المال العام إلى مظاهرة بالدار البيضاء يوم الأحد 14 أكتوبر 2018 ولم يحضر هذه المظاهرة القادة الفسدة سياسيين أو نقابيين بل قام بتمثيلهم ثلة من المرتزقة المنضوين تحت لواء منظماتهم حيث أنيطت بهم أدوار الهتاف والصراخ ضد الفساد وكأن الفساد شخص أحاطوه بالعويل والصهيل ليترك المال العام .
إن التساؤل كبير جدا.. فما المقصود بمظاهرة ضد الفساد تشارك فيها منظمات ضالعة في النهب والفساد من رأسها إلى أخمص قدميها ولا يشارك فيها إلا ثلة من أشباه المناضلين.. فإما هم جهلة أو مرتزقة و انتهازيون
فالجهلة التبع لا يفقهون ما وراء الأهداف المعلنة ولا يمتلكون سوى أصواتهم للصراخ فارحين وكأنهم يتبعون قافلة عرس لا يحصلون منها إلا على موسيقاها ورقصاتها وحين تصل القافلة إلى البيت يدخل العراسون ويرجع التبع بحثا عن عرس آخر ورقصات أخرى و صراخ آخر.
وأما الإنتهازيون فلهم نصيب من حصاد الفساد ولو فتاتا يرميه لهم أسيادهم ويترامون كالكلاب على عظام فكها الأسياد عن لحومها.
لقد رأى الفجرة الفسدة أنه من الأجدى أن يحاربوا المناهضين والمناضلين الأحرار من داخل منظماتهم ومن خلال وسائل نضالهم فدخلوا معهم في المسيرة لتشويهها وإدخالها في نسق فاتح ماي الذي خلعوا عنه صفة النضال العمالي وألبسوه صفة النضال الإنشائي الفارغ حتى أصبح محطة منزوعة الهوية تدوم سويعات معدودات وتغيب إلى حين حلول فاتح ماي آخر والعامل يظل تائها في أحلامه ومنغمسا في مآسيه ومنغصات حياته في حين يتقاسم الكعكة أصحاب النفوذ من القادة الفسدة ودوائرهم المقربة.
عندما دخلت النقابات في خضم نضالات جمعية حماية المال العام فكأنها تقول إنها خارج شبهات النهب والفساد وتقول لعموم المغاربة إبحثوا عن الفسدة خارج النقابات والأحزاب وكأني بهم كذلك يريدوننا أن نفهم أن المال العام يخص ميزانية الدولة فقط.
إن ما يريدونه لجمعية حماية المال العام هو بالضبط ما وقع لجمعيات حماية المستهلك حيث لم نعد نسمع عنها إلا في الندوات والإجتماعات المؤطرة من طرف وزارة التجارة لتبرير صرف الدعم الذي يقسم على رؤوس الزبائن . هؤلاء الزبائن هم أساسا من الجمعيات اللاتي تحضى برضى الوزارة حيث لا تخرج عن الإطار الرسمي المحدد لها.
هذا ما أرادته النقابات والأحزاب لجمعية حماية المال العام من خلال إنضمامها إلى مسيرة الأحد. إنهم يريدون جمعية حماية المال العام على المقاص لأنها وهي على النحو الذي هي عليه لا تخدم مصالحهم .
فبانضمامهم لمسيرة الأحد وبزجهم لمرتزقتهم في المظاهرة إنما ليميعون نضالاتها وتصبح فارغة الأهداف وتصبح عرفا وعادة كما هو الحال في فاتح ماي حيث لا تغني العمال مسيراته ولا تسمنهم من جوع.
إن المال العام المسروق سيدي السياسي وسيدي النقابي هو كل مال هو ملك للشعب وأصله من الضرائب المباشرة وغير المباشرة وكل دعم من الدولة أو من القطاع الخاص يمنح للقطاع الإجتماعي ولا يستفيد منه الشعب بصفة عامة ولا يستفيد منه العامل بصفة خاصة .
فالشعب لا يستفيد من المال العام حين تكون مدرسته تنتج الأمية والعطالة وعندما تكون مستشفياته وعدالته عقيمة إلخ… وعندما تكون الأعمال الإجتماعية تظهر للعامل فتاتا من المال العام ويكون أصل المال العام جله من نصيب شرذمة من الفسدة الفجرة.
إن المال العام يتجلى في العقود العمومية التي تقيم خدمات ومشاريع بأكثر من قيمتها ليحول جانب من الميزانية المخصصة لهذه المشاريع صوب جيوب المسؤولين الفسدة .
فتدبير المال العام يشترط حكامة في التسيير وتفادي مصاريف ليس لها علاقة سببية مع النتائج المسطرة والبحث عن نجاعة في التسيير بصفة دائمة.
إن المبدرين كانوا إخوان الشياطين ولا يمكن للشيطان أن يتظاهر لأنه يقول إنه بريء مما يصنع الفسدة الفجرة
والله يعطينا وجهكم ..تسرقون وتلعنون السارق ..تفجرون وتلعنون الفجرة.

التعليقات مغلقة.